يبدو أن وزير الداخلية والهوية الوطنية مرتاح لسياسته الجديدة إزاء العمال الأجانب غير الشرعيين وأن سياسته هذه حققت نتائج باهرة، إذ قامت وزارته لحد الآن بطرد 18 ألف أجنبي ممن يعيشون او يعملون فوق التراب الوطني الفرنسي وذلك خلال الشهور العشرة الأخيرة· ويقول بريس هورت فو وزير الداخلية والهوية الوطنية ان وزارته قررت ترحيل 25 ألف عامل أجنبي ممن يوجدون فوق التراب الفرنسي وذلك قبل نهاية عام 2007 وأن سياسة فرنسا في هذا الميدان تتماشى وسياسة الهجرة في البلدان المجاورة وقد منحت وزارة الداخلية في جمهورية ساركوزي سلطات واسعة لرجال الأمن لملاحقة الأجانب، الذين يتعرضون يوميا للتدقيق في هويتهم في أنفاق الميترو، في الساحات العامة، وفي الأسواق الشعبية· وعلى صعيد آخر، فإن وزير الداخلية قد أعد مخططا لاستقبال الكفاءات والاطارات المؤهلة للاستفادة منهم في خدمة الاقتصاد الوطني الفرنسي، وهناك آلاف من هذا الصنف حصلوا على تراخيص العمل والإقامة، ويدخل ذلك في تطبيق سياسة نيكولا ساركوزي الرامية إلى تطبيق وتحقيق سياسة الهجرة الإنتقائية التي هاجمتها عدة بلدان في افريقيا حيث اعتبرتها كاستعمار جديد· وهناك خوف كبير وسط آلاف من الشباب الجزائري الموجودين في فرنسا بطرق غير شرعية والذين يطاردهم الخوف كل يوم أينما وجدوا بحيث التزم البعض منهم عدم التحرك حتى لا يقعوا في قبضة الشرطة ويتم ترحيلهم فورا خاصة وأن البعض من هؤلاء يعملون ويحصلون على مداخيل ولو كان ذلك بطرق غير شرعية وتقول أوساط وزارة الداخلية انها قامت في الشهور الأخيرة بترحيل مئات من شباب رومانيا الى بلادهم بعد منحهم مكافآت رمزية (150 أورو) كما تم إدماج 11 ألف عامل أجنبي إلى الاقتصاد الفرنسي وسويت مشاكلهم وأعطيت لهم أوراق رسمية نظرا لحاجة سوق العمل الفرنسي لهم، وأن الاقتصاد الفرنسي هو في حاجة الى إطارات كفؤة وعمال مهرة يتم استغلالهم في خدمة التنمية في فرنسا، في حين تشدد الخناق على باقي العمال الأجانب ممن لا يتوفرون على كفاءات وخبرات فنية، وهناك في فرنسا اليوم ما بين 300 الى 400 ألف أجنبي ممن لا يحملون أوراقا رسمية ولا تراخيص العمل هم مهددون بالطرد كل يوم وذلك في ظل سياسة فرنسية متشددة في مجال الهجرة غير القانونية!!·
الشباب الجزائري في باريس قال لي البعض منهم نحن نأمل أن تأخذ الحكومة الجزائرية أوضاعنا هنا في فرنسا بعين الاعتبار عند المفاوضات مع رئيس جمهورية فرنسا نيكولا ساركوزي الذي سوف يزور الجزائر قريبا، في حين يرى آخرون أن وجودهم في فرنسا مدة طويل والبعض منهم يعمل قد تسوى أوضاعهم في هذا الإطار والبعض الآخر قرر مواجهة الواقع بكل تداعياته ولا يرى بديلا عن ذلك، خاصة وأن التفكير في العودة الى الوطن في الظروف الراهنة غير وارد ذلك أن الأخبار التي تصلهم من الوطن لا تشجعهم على العودة وكيف أنهم يقرأون في الصحف الجزائرية كل يوم أخبارا عن أفواج من الشباب الجزائري في عنابة وسكيكدة ومستغانم وبني صاف ومغنية حاولوا السفر في مغامرة غير مأمونة الى شواطئ إسبانيا وايطاليا أملا في حل مشاكلهم، وقال لي البعض الآخر إنهم متفائلون بمستقبل الوطن من خلال المشاريع الكبرى التي تنجز للتخفيف من أزمة البطالة وإنعاش الحياة الاقتصادية في الوطن مما يفتح آفاق المستقبل في وجه الشباب حتى لا يغامر بحياته في البحر وكثيرون من هؤلاء تبلعهم البحار قبل الوصول الى شاطئ النجاة·