تعتزم مديرية الري بولاية بومرداس، بالتنسيق مع المصالح الولائية، الانطلاق قريبا في مشروع هام يعد بمثابة مكسب للقطاع الفلاحي، حيث ستشرع في تصفية مياه الصرف الصحي لاستغلالها في سقي المحاصيل الفلاحية بالمناطق الساحلية خاصة، مما يساهم في انتعاش المردود الفلاحي. وفي هذا السياق، كشف مصدر مسؤول من مديرية الري لولاية بومرداس ل”المساء” عن الشروع في استغلال مياه التطهير، التي عادة ما تصب في الشواطئ والوديان والتي تحولت إلى مفرغات عمومية وصارت تشكل هاجسا، بل تهديدا مباشرا للبيئة وصحة المواطن، والاستفادة منها لسقي المحاصيل الفلاحية التي من شأنها أن تدعم المنتوج الفلاحي وتطويره، مضيفا أن هذا المشروع يهدف إلى حماية المناطق الساحلية بالولاية من ظاهرة التلوث والتدفق العشوائي للمياه الملوثة باتجاه مياه البحر وكذا الوديان، كون البلديات الساحلية كدلس، كاب جنات، زموري، بومرداس وبودواو البحري، غير مزودة بمحطات تصب فيها هذه المياه، باعتبار أنه يتم ربط محطات التطهير الواقعة بكل من بلدية زموري، حي فوعيص ببومرداس والثنية بمصفاة تقوم أولا بدور تصفية المياه المستعملة، ثم تحويلها إلى أحواض بعد معالجتها من أجل استغلالها لسقي المزروعات الفلاحية. كما أن العملية ستتم بالتنسيق مع المصالح الفلاحية التي ستعمل على توزيع هذه المياه على الفلاحين الذين اشتكوا في كل مرة من نقص مياه السقي، مما يساهم في انتعاش المردود الفلاحي، وهو المشروع الذي استفاد منه أول فلاح بالولاية الذي قام باستغلال مياه محطة التصفية من حي فوعيص ناحية القطعة الفلاحية، التي يستغلها ببلدية قورصو على مسافة تصل إلى 5 كلم، وتعد ولاية بومرداس من بين الولايات الفلاحية التي تعتمد على الزراعة، لاسيما المنتوجات الحمضية على غرار العنب والبرتقال. وأوضح المصدر من مديرية الري أنه تم تسجيل مشاريع أخرى بالبلديات التي تنعدم فيها محطات التطهير وتزويدها مباشرة قبل دخولها حيز الأشغال بمصفاة بكل من بودواو البحري والخروبة والتي انطلقت أشغالها مؤخرا، وهي موجهة ل 150 ألف نسمة، وقد اعتبر الفلاحون هذه الخطوة إيجابية، لاسيما وأنهم يشتكون من غياب المياه ونقصها ببعض المناطق الفلاحية والزراعية.