أبرز وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، بمدريد، تطلع الجزائر وإسبانيا إلى توسيع تعاونهما الاقتصادي إلى كافة القطاعات الحيوية وعدم حصرها في قطاع الطاقة، مذكرا بالمناسبة بمجمل الاتفاقيات التي تربط البلدين في مختلف المجالات. وأوضح السيد لعمامرة في محاضرة نشطها، الأربعاء المنصرم، بمقر بيت العرب بالعاصمة الاسبانية، أن العلاقات الجزائرية-الاسبانية سجلت تطورا في العشرية الاخيرة في المجالات السياسية والاقتصادية، ونوه في هذا الصدد بنوعية الحوار السياسي الجاري بين الدولتين وبالشراكة الاستراتيجية التي تربطهما في مجال الطاقة، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية الثنائية تجاوزت 15 مليار دولار في سنة 2013. واغتنم لعمامرة الفرصة لدعوة رجال الأعمال الإسبان إلى استكشاف فرص الأعمال والاستثمار التي تمنحها الجزائر في كافة الميادين، لاسيما في قطاعات البناء والصناعة والطاقات المتجددة والماء والبيئة والفلاحة والسياحة. وعلى الصعيد الاقليمي وفيما يخص العلاقات المغاربية، ذكر الوزير بأن هناك ديناميكية جديدة لإعادة بعث الاتحاد المغاربي، معربا عن ارتياحه للمجهودات الجارية لضمان عمل وحدوي لطالما راود شعوب المغرب العربي. وأكد في هذا الصدد بأن الجزائر تحدوها رغبة قوية للمضي قدما في إنجاز صرح المغرب العربي وتبقى على قناعة بأن الصعوبات، حتى وإن كانت موضوعية وجدية، لا يمكنها أن تشكل عائقا دائما أمام الصورة الملحة للاندماج المغاربي "الذي لا مفر منه"، ويشكل تطلعا شعبيا شرعيا. وذكر في هذا الخصوص بأن الجزائر التي سبق لها أن أبدت هذا الاستعداد ودعمته بالأفعال، عازمة على تحمل مسؤولياتها كافة وبذل المزيد من التضحيات بصفتها عنصرا مركزيا في المغرب الكبير. مسألة الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار لم تكتمل.. وبخصوص مسألة الصحراء الغربية، ذكر السيد لعمامرة بأن الأمر يتعلق بقضية تصفية استعمار لم تكتمل بعد، وأن الجزائر تؤيد كليا مجهودات الأممالمتحدة للتوصل إلى حل عادل ودائم يكرس حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأكد بأن الجزائر لا تيأس من حدوث تقارب بين المغاربة والصحراويين لجعل من إيجاد حل لهذا النزاع عاملا لدفع البناء المغاربي. ولدى تطرقه إلى الأحداث السياسية التي يمر بها العالم العربي، أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن الجزائر لطالما اعتبرت أن التغيير في البلاد العربية ينبغي أن يتطور من خلال حركية خاصة بكل بلد، بعيدا عن أي تداخلات أو تدخل أجنبي، مؤكدا بأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يصاحب هذه الحركة نحو التغيير وليس محاولة مراقبتها وتوجيهها. كما أكد في سياق متصل بأن الجزائر تحترم حق كل شعب في اختيار قادته ومستقبله، لأن المهم هو أن يكون هذا الخيار وطنيا وأن لا يكون محل استيلاء أو مصادرة من طرف تدخلات أجنبية، موضحا بأن هذا الموقف ينطبق على سورية، "حيث ترافع الجزائر بثبات من أجل حل سياسي يجمع كل القوى السياسية الموجودة على الساحة ويصون وحدة البلاد ويمهد لشروط مصالحة وطنية حقيقية بين جميع أبناء هذا البلد الجريح..". وفيما يتعلق بالوضع في إفريقيا وخصوصا في منطقة الساحل، أكد السيد لعمامرة أن الجزائر التي تدعم بقوة الجهود المبذولة من أجل استعادة كاملة لسلطة الدولة في مالي، تعرب عن ارتياحها لعودة النظام الدستوري في هذا البلد من خلال نجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تم إجراؤها مؤخرا. واعتبر المتحدث أن الوضع الأمني والسياسي في منطقة الساحل أضعفه خلال السنوات الأخيرة تفاعل العديد من الظواهر الإجرامية كالإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات، مبرزا في هذا الخصوص بأن الجزائر كانت دائما في صدارة التعاون الجهوي من خلال مضاعفة المبادرات الهادفة إلى ضمان معالجة هذا المشكل من قبل بلدان المنطقة في إطار تضامني. أما على الصعيد الأورو متوسطي، فذكر السيد لعمامرة ان الجزائر تعد شريكا فاعلا في مسار الإتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط"، مشيرا إلى أنه بالرغم من أن هذا المسار تعترضه صعوبات لأسباب عديدة، "غير أنه من الواضح أنه يتعين إعادة تأهيله وبعثه من جديد خدمة لتعاون أورو متوسطي متجدد وبأهداف تكون في مستوى إمكانيات التعاون القائمة بين بلدان الضفتين". كما أكد السيد لعمامرة اهتمام الجزائر بتعميق تعاونها مع الاتحاد الأوروبي في سياق السياسة الأوروبية للجوار الجديدة والفرص التي تمنحها، مشيرا إلى أنه بالنسبة للفترة القادمة، ثمة استحاقاقات هامة تنتظر الجزائر في علاقاتها مع الإتحاد الأوروبي وعلى وجه أخص تكييف التعاون الثنائي وتوسيعه إلى قطاعات جديدة مثل التعاون الصناعي والتعاون العلمي والتقني والتعاون المالي.
استراتيجية مشتركة لتسيير مشكل المياه بغرب المتوسط وأشرف وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، رفقة نظيره الاسباني، خوسي غارسيا مارغالو، في فالنسيا على افتتاح أشغال الملتقى الأول حول المياه في غرب المتوسط. ويعد هذا الملتقى الأول من نوعه الذي ينظم في إطار المبادرة الاسبانية-الجزائرية الرامية إلى تبني استراتيجية للمياه بغرب المتوسط، وذلك في إطار الحوار 5+5. وتم خلال الملتقى تبني إطار استراتيجي خاص بالتطوير المستقبلي لاستراتيجية المياه على مستوى منطقة غرب المتوسط، تدرج موارد جديدة على غرار تحلية المياه وإعادة الاستعمال، فضلا عن إنجاز منشآت جديدة للمراقبة والتموين بهدف مكافحة شح المياه. كما تتضمن الاستراتيجية أيضا تحسين الفعالية من خلال حلول تكنولوجية لتسيير الطلب من أجل ترقية الاستهلاك المسؤول وتحسين نوعية المياه عبر التطهير والتصفية. وقد التزمت جميع البلدان المشاركة في اللقاء بتحديد مخطط للعمل والتشاور خلال الملتقى الثاني حول المبادرة التي ستتم في نهاية 2014 بوهران.
رسالة صداقة من الرئيس بوتفليقة لملك إسبانيا ورئيس حكومتها وبمناسبة تواجده بإسبانيا، بلغ وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة رسالة صداقة وتهنئة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للعاهل الاسباني الملك خوان كارلوس، وذلك خلال جلسة خصه بها العاهل الاسباني أول أمس بقصر ثارثويلا بمدريد. وخلال اللقاء الذي سمح بتقييم نتائج الزيارة الرسمية لرئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى إسبانيا، كلف الملك خوان كارلوس من جهته السيد لعمامرة بتبليغ الرئيس بوتفليقة تحياته الودية وأسمى تمنياته. كما بلغ السيد لعمامرة رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي رسالة صداقة وتقدير من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وبحث الطرفان خلال الجلسة التي جمعتهما آفاق التعاون الثنائي، ولاسيما الاستحقاقات الرئيسية المسجلة في الأجندة الثنائية، والتي تتضمن على وجه الخصوص عقد القمة الجزائرية-الاسبانية بناء على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي تربط البلدين والمقررة خلال الثلاثي الرابع من سنة 2014. وتناولت المحادثات أيضا المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الوضع في الصحراء الغربية ومسألة الاندماج المغاربي والوضع في منطقة الساحل وفي إفريقيا وكذا التعاون الأورو متوسطي.
ارتياح لتطور العلاقات الاقتصادية والتجارية وأجرى وزير الشؤون الخارجية بمناسبة زيارته الرسمية الأولى إلى إسبانيا مشاورات سياسية مع نظيره الإسباني خوسي مانويل غارسيا مارغاليو بمدينة فانسيا، تناولت على وجه التحديد الأجندة الثنائية الواسعة التي تحكم البلدين برسم العلاقات الوثيقة القائمة بينهما. وأعرب السيدان لعمامرة وغارسيا مارغاليو عن ارتياحهما للسير الحسن للعلاقات الاقتصادية والتجارية الجيدة، والتي تحولت، بفضل تناميها، إسبانيا في 2013 إلى أول شريك تجاري للجزائر بمبادلات قدرت ب13000 مليون أورو. وسجل الجانبان في هذا الصدد بأن عدد المؤسسات الاسبانية المهتمة بالمساهمة في تنويع الاقتصاد والتنمية في الجزائر يزداد كل مرة في العديد من القطاعات، على غرار الطاقة والمنشآت القاعدية للنقل والماء والتطهير وبناء السكنات. كما تطرق المسؤولان إلى الجوانب المتعلقة بالاستثمارات الاسبانية في الجزائر، وكذا إلى المسائل ذات الاهتمام المشترك في السياسة الدولية والإقليمية. وأبلغ الوزير غارسيا مارغاليو بالمناسبة السيد لعمامرة تقدير إسبانيا للجزائر كشريك موثوق وقطب استقرار في منطقة استراتيجية بالنسبة لإسبانيا. وكان للسيد لعمامرة نشاط مكثف خلال تواجده بإسبانيا، حيث استقبل من طرف رئيس مجلس الشيوخ الاسباني بيو غارسيا اسكويديرو، وتبادل معه وجهات النظر حول علاقات التعاون الثنائي والعلاقات القائمة بين برلماني البلدين. كما تحادث رئيس الدبلوماسية الجزائرية مع وزير الصناعة والطاقة والسياحة الاسباني، خوسي مانويل صوريا لوبيث، واستعرض الطرفان آفاق التعاون المتاحة للبلدين بالنظر إلى الطاقات التي يتوفران عليها، معربين بالمناسبة عن ارتياحهما لتطبيق العديد من الاتفاقات وأدوات التعاون المبرمة خلال القمة الجزائرية-الاسبانية المنعقدة في جانفي 2013 بالجزائر. وتطرق الوزيران إلى لقاء اللجنة المختلطة الجزائرية-الاسبانية للتعاون في مجال السياحة المقرر عقده قريبا في الجزائر وكذا الدورة الثالثة للمنتدى الثنائي للأعمال والشراكة بين البلدين التي ستنظم خلال السداسي الثاني من سنة 2014. مع الإشارة إلى أن هذا المنتدى يضم مئات المؤسسات من البلدين ويترأسه مناصفة الوزيران المكلفان بالصناعة في البلدين.