أجمعت نخبة من السيدات أن مساهمتهن في تطوير المجتمع الجزائري، كان لها الأثر في تكوين جيل تجنب الوقوع في شراك المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر لإدخالها في دوامة الربيع العربي، التي جرت في العديد من الدول العربية. وحسب المجاهدة السيدة زهرة ظريف بيطاط، فإن الجزائر ستصنع ربيعها بنفسها، يكون خاصا بها وليس من الضروري أن يحمل العنف والدمار للوطن، بل على العكس، فإن ربيع الجزائريين سيحمل معناه الحقيقي، وسيكون مخالفا تماما. ودعت المجاهدة وعضو مجلس الأمة النساء الجزائريات إلى الاتحاد فيما بينهن وتحمّل مهمة بناء الدولة الجزائرية الحديثة، كما تحملت المرأة إبّان الاستعمار ثقل الثورة. ووجهت السيدة بيطاط نداء إلى كل الجزائريين، تدعوهم فيه إلى ضرورة المحافظة على الاستقلال الذي كان بالنسبة لجيلها حلما صعب المنال، بل وشبه مستحيل، لكن وبفضل تماسك الشعب ووحدته تم تحقيق الاستقلال، الذي ساهمت فيه أجيال من أبناء الجزائر منذ 1830. وخلال ندوة نظمتها جريدة “ديكا نيوز” أمس حول موضوع مساهمة المرأة في تطوير المجتمع الجزائري.. وذلك عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أضافت المتحدثة أن استقلال الجزائر الذي اقتُلع من المستعمر أصبح اليوم مهددا بالنظر إلى المؤامرات التي تحاك هنا وهناك من قبل القوى الاستعمارية القديمة، والتي تسعى إلى تبنّي أشكال جديدة من الاستعمار الهدام. ودعت المجاهدة أجيال الاستقلال وأجيال العشرية السوداء إلى العودة إلى كتب التاريخ والاطلاع على ما فعلته المرأة المكافحة، أمثال فاطمة نسومر إلى جانب نساء الأمير عبد القادر والمقراني.. مضيفة أن قراءة التاريخ ستحصّننا ضد الهجمات الخارجية، التي تسعى إلى اقتحام بلادنا بكل السبل وبشتى الطرق حتى عبر الفايسبوك، وهو ما أكدت عليه النائبة في البرلمان السيدة سمية فرقاني. من جهتها، عضو مجلس الأمة السيدة زهية بن عروس، أعطت لمحة عن كفاح المرأة الجزائرية بعد الاستقلال، مؤكدة أن بنات الاستقلال نهلن من أمهاتهن وجداتهن، اللواتي خرجن من الاستقلال بقيم البطولة والكفاح، واعتبرت بن عروس هذه الفئة بالمحظوظات لأنهن من المخضرمات فهن عشن عبق الثورة والجهاد ومن بعدها مأساة العشرية السوداء، التي صنعت منهن نساء مكافحات ومجاهدات في ميادين أخرى ساهمت في خدمة الوطن والبلاد. ووجهت السيدة بن عروس نداء إلى كل الجزائريين تدعوهم فيه إلى التمسك بكل حقوقهم وعدم التفريط في واجباتهم، لكن “وقبل كل شيء لدينا بلد يجب أن نحافظ عليه ونحميه”، مضيفة أن “الجزائر قدّمت خلال حرب التحرير والعشرية السوداء، قوافل من الشهداء والضحايا وهي ليست مستعدة اليوم لتقديم المزيد منهم اللهم إلا في سبيل البناء والتشييد..”. الإعلامية السيدة فاطمة الزهراء زرواطي انتقدت، من جهتها، حالة الانفصال والشتات التي تعيشها المرأة الجزائرية، داعية إلى خلق جو من التضامن والوحدة فيما بينهن، مضيفة أن سنة 2014 ستكون صعبة على الجزائريين لكنها أيضا مفصلية وعلى النساء الجزائريات أن يتحدن لأن ما يجمعهن أكثر مما يفرقهن.