كخرجاتها الناجحة السابقة إلى شرق البلاد، عادت تشكيلة جمعية وهران مرة أخرى غانمة بنقطة ثمينة من ملعب عابد حمداني بالخروب، في مواجهتها للجمعية المحلية، التي كانت مطالبة من جهتها بانتزاع النقاط الثلاث حتى تؤمن بقاءها في بطولة الرابطة الاحترافية الثانية التي تستهلك جولاتها الأخيرة. فقد لعبت إرادة الوهرانيين دورا كبيرا في إجبار مضيفيهم على تقاسم زاد اللقاء الذي كان قويا ومفتوحا على كل الاحتمالات، لكنه شهد احتجاجات كبيرة من قبل منشطي المباراة بسبب ما وصفوه بسوء إدارة الحكم الرئيسي بوزرار للقاء، وعدم تحكمه الجيد في شؤون المباراة، والواضح أن اللقاء لعب تحت ضغط شديد لأهمية النقاط الثلاث لدى الفريقين، ومن أجل الظفر بها أقحم المدرب كمال مواسة تشكيلة اعتاد اللعب بها دون إحداث تغييرات كثيرة عليها إلا لاعبين اثنين أجبر على إقحامهما بعد تخلف المدافعين القويين سعداوي ومقني، إذ عمد إلى إعادة بن عيادة إلى محورالدفاع، ويوسف ياسين إلى الرواق الأيمن، وتجديد الثقة في المحنك عيساوي للمرة الثالثة على التوالي.ولقد كان بإمكان الوهرانيين تحصيل أكثر من التعادل لو لم تعاندهم العارضة التي ردت محاولتين جادتين من قبل بالغ في الدقيقة ال29 الذي استغل خطأ فادحا من المدافع المحلي بودماغ في تمرير الكرة، فاختفطفها منه لكن القائم الأيمن صد قذفته القوية أمام ذهول الحارس طوال، الذي شكر العارضة الأفقية التي منعت الكرة الرأسية للشاب بلعالم من هزّ شباكه في الشوط الثاني. وأمام هذا التضييع كان لزاما على المحليين التحرك وإبعاد الخطر عن منطقتهم قدر الإمكان، بل وتجريب حظهم في مشاكسة دفاع الوهرانيين، لكنهم خابوا في النيل من فطنة الحارس مزاير الذي لاتزال خبرته الكبيرة تصنع الفارق في اللقاءات الحاسمة، وتمنح فريقه الاطمئنان والاندفاع اللازمين. وأول أمس كانت هذه الخبرة فعّالة في الأوقات الحاسمة خاصة في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني، وأخطرها على الإطلاق تلك التي صنعها حرباش وفشل في ترجمتها إلى هدف قاتل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الرسمي، ليتنفس بعدها ”الجمعاوة” الصعداء لبقاء النتيجة على حالها دون غالب أو مغلوب. وقد ثمّن المدرب كمال مواسة نقطة التعادل التي انتزعها فريقه من ملعب الخروب، حيث اعتبرها داعما قويا من أجل الصعود، رغم بعض التحسر الذي ظهر عليه جراء إهدار لاعبيه لجملة من الفرص السانحة خاصة في الشوط الأول، والغضب من التصرف المشين للاعبين بن ساسي وبالغ، الذي تسبب في طرد الثاني، وتكفل هو بمعاقبة الأول بصفعه على مرأى من الجميع، لكن في المحصلة النهائية عززت التشكيلة الوهرانية مركزها في الوصافة حتى وإن كان ذلك بالشراكة مع اتحاد البليدة الذي عاد ليزاحمها فيها، بعد عودته غانما من أمام فريق ترجي مستغانم ليبقى التنافس على أشده، إلى غاية الأنفاس الأخيرة من المنافسة الرسمية.