نتيجة إيجابية، عنوانها تعادل ثمين، عادت به تشكيلة جمعية وهران من سفريتها الصعبة إلى ميدان أولمبي المدية، الذي كان يصبو لإضافة انتصار ثالث على التوالي داخل قواعده، يبقي على الفارق ضئيلا بينه وبين الرائد وداد تلمسان، وبالتالي البقاء قرب الريادة، لكنه وجد أمامه فريقا محفزا أيضا لتصحيح كبوته القاسية التي تجرعها في الجولة الماضية أمام اتحاد سيدي بلعباس برباعية كاملة، وخصوصا وأنه يلعب خارج ميدانه للمرة الثانية على التوالي، ومن ثم فإن الخطأ كان ممنوعا عليه، وهو الذي وضعته الترشيحات في خانة أصحاب الأدوار الأولى في الموسم الكروي الحالي. ويبدو أن الطاقم الفني بقيادة كمال مواسة، لعب دورا إيجابيا في انتزاع هذه النقطة، عندما حقن كتيبته التي اختارها لمواجهة المدية بجرعات نفسية كانت بحاجة ماسة إليها بعد تلك المباراة المشؤومة، كما أنه لم يعمد إلى إحداث التغيير في تشكيلته من أجل التغيير فقط، وإنما مست تغييراته مناصب بعينها أبانت عن ضعف غير مفهوم، والدليل أنه لم يقص مقني رغم إرتكابه لخطأ بتسجيله هدفا ضد مرماه في مدينة سيدي بلعباس، وإنما جدد فيه الثقة، كزميله الحارس مزاير الذي ارتقى بأدائه أول أمس، وساهم في إبعاد الهزيمة عن فريقه، وعموما فقد دفع مواسة بتشكيلة متوقعة بنسبة كبيرة باستثناء مشاركة المدافع الأيسر بن ساسي، الذي كانت الإدارة وضعته ضمن اللاعبين الذين ستفسخ عقودهم، لكنه رفض مغادرة الجمعية خاصة وأن قرار التخلي عن خدماته أبلغ به في اليومين الأخيرين من غلق فترة التحويلات الصيفية، وهو ما صعّب من مهمة اللاعب السابق لشباب باتنة في إيجاد فريق ينشط فيه هذا الموسم، وتأجل بالتالي رحيله عن الفريق الوهراني إلى غاية الميركاتو الشتوي، لكن وكما يقول المثل ”رب ضارة نافعة”، فقد لعب الطارئ الإنضباطي الأخير الذي شهده الفريق بفسخ عقدي المدافعين أومختار وسعداوي، ومعاقبة زميلهما أكرم بن عوامر بإنزاله إلى فئة الآمال وحرمانه من خرجة المدية، في مصلحة بن ساسي الذي استنجدت الإدارة بخدماته في هذه المقابل التي تعد الأولى له. وتشكلت تشكيلة الجمعية من: الحارس مزاير، بن عيادة، مقني، بن ساسي، زيدان، الطاهر، بودومي، بالغ، بن شعبان، بلعالم وبلقابلية. وهذه التشكيلة، وفقت في اللعب مع المضيف أولمبي المدية، خاصة في الشوط الأول الذي ظهرت فيه نية الوهرانيين في نيل نتيجة إيجابية باكرا، وتحديدا في الدقيقة الثانية بعد قذفة قوية ومخادعة من المهاجم بالغ أخرجها حارس الأولمبي بابوش إلى الركنية، ليتلقى أشبال مواسة عقابا غير منتظر تمثل في الهدف الأول للمحليين، وقّعه عمار جابو بكرة قوية من على بعد 25 مترا باغتت الحارس مزاير، ولحسن حظ الجمعية الوهرانية أن لاعبها الشاب بلقابلية عدّل لها قبل ثلاث دقائق عن نهاية الشوط الأول، هذا التعادل رفع المعنويات من جديد، تحسبا للشوط الثاني الذي كان قويا على أشبال المدرب مواسة، حيث أجبرهم الضغط الكبير الذي فرضه عليهم أولمبي المدية على التراجع إلى الخلف، وتحصين منطقتهم التي عاشت خطرا متواصلا، صنعه كل من دريفل في د50، وتشيكو في د60 وجبالي في د72، وكانت هذه أوضح فرصة للمدية، لكن لسوء حظ لاعبيها أن المدافع الوهراني زيدان حرمهم من فرحة للمرة الثانية، بعدما أنقذ كرة هدف محقق من على خط المرمى، وبلحمري في د88 بعد اصطدام كرته القوية بالعارضة الأفقية لمرمى الحارس مزاير، الذي تنفس الصعداء هو ورفاقه بعد صافرة النهاية من الحكم بهلول، التي أعلنت عن تعادل ثان ل«الجمعاوة” خارج الديار في بداية البطولة بعد الأول، الذي حققوه بملعب براكني بالبليدة أمام الإتحاد المحلي، وهو تعادل مفيد لمعنوياتهم، وسيساعدهم دون شك على تحضير لقائهم القادم جيدا بملعب الشهيد أحمد زبانة أمام الصاعد الجديد اتحاد الشاوية كما يقول الحارس المحنك العائد إلى حراسة عرين الجمعية الصديق بوهدة: ”كنت متأكدا أن الهزيمة الثقيلة التي تلقيناها في الجولة الماضية أمام اتحاد سيدي بلعباس سوف لن تؤثر علينا كثيرا في لقائنا ضد المدية، حيث كنا فيه محاربين فوق أرضية الميدان واستمتنا بقوة، ومدربنا مواسة لعب دورا كبيرا في تحفيزنا وتحضيرنا نفسيا لهذه المواجهة، ثم أن البطولة لازالت في بدايتها، وهناك لقاءات عديدة متبقية يمكن أن نعوض من خلالها ماضاع منا، ولايهم من حرس مرمى فريقنا أنا أم زميلي مزاير، المهم أننا انتزعنا نقطة ثمينة والحمد لله على ذلك”.