لم تتمكن تشكيلة جمعية وهران، من جلب أكثر من نقطة واحدة من سفريتها إلى ملعب الفاتح نوفمبر بمدينة باتنة في مواجهة الشباب المحلي، وهي التي كانت تطمح إلى العودة بالزاد كاملا حتى تحافظ على مركزها الريادي رفقة شريكها اتحاد سيدي بلعباس، خاصة وأن هذا الأخير كانت له أفضلية الاستقبال داخل قواعده، لكن «الجمعاوة” أجبروا على الاكتفاء بنقطة يتيمة على الانهزام، حتى وإن ضيعوا الصدارة، وتدحرجوا إلى الصف الثالث بفارق نقطتين عن غريمهم البلعباسي، لأنه بالنظر إلى مجريات لقاء أول أمس رغم الظروف المناخية الصعبة التي جرى فيها، فإن زملاء الحارس المخضرم الصديق بوهدة نجوا من هزيمة أكيدة، حيث قابلوا فريقا باتنيا مصمما على نفض الغبار عن نفسه، حتى يخلص نفسه من مخالب السقوط قبل فوات الآوان، لذلك اندفع مهاجما منذ صافرة البداية، مشكلا ضغطا شديدا على مرمى بوهدة، وكاد ينال منه في مناسبات عديدة لولا سوء الحظ الذي لازم مهاجميه، خاصة ميرازقة الذي ضيع لوحده ثلاث فرص تهديفية أكيدة في الشوط الأول، في الدقيقة ال10 عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس الوهراني، قبل أن يضيع برعونة أمام ارتياح الوهرانيين، لأن التسجيل عليهم باكرا، كان سيؤثر في معنوياتهم، وسيخلط أوراق طاقمه الفني بقيادة مواسة، الذي عاش على الأعصاب أمام الحملات المتتالية لفريق باتنة الذي فوت عليه نفس اللاعب ميرازقة فرصتين أخريين في الدقيقتين ال16 وال34، وفي الفرصة الأخيرة تعرض إلى مضايقة من أحد المدافعين الوهرانيين لحظة تأهبه لإيداع الكرة في المرمى، هذا بالإضافة إلى فرصة رأسية بورقعة في د12، وهوما يؤكد السيطرة الكلية التي فرضها الفريق المحلي، ولم يكن ينقصها سوى التجسيد، في حين اكتفى الوهرانيون بالدفاع عن مرماهم بكل ما أوتوا من قوة دونما فرصة واحدة صنعوها في هذا الشوط الأول. وعكس المرحلة الأولى، فإن شباب باتنة تأخر في التعامل مع حيثيات الثانية التي عرفت انخفاضا في مستوى اللقاء، حيث تمركز اللعب في وسط الميدان، ولم يطرق منطقة عمليات الجمعية الوهرانية إلا في الخمس دقائق الأخيرة من المباراة التي ضيع فيها هدفا حقيقيا عندما ارتطمت كرة ميرازقة (أحسن لاعب في المباراة) بالقائم الأيمن لمرمى بوهدة، وعبثا حاول مواسة تنشيط خط الوسط بالخبيرين بحاري في د 67 وعيساوي في الدقيقة ال71 ليسدل الستار على الخرجة الأولى ل«للجمعاوة” في مرحلة الإياب بتعادل سلبي أبقاهم فوق المنصة، حتى وإن فقدوا الريادة وقد يسترجعونها في الجولة القادمة عند استقبالهم الرائد إتحاد سيدي بلعباس في ”داربي” قوي وملتهب. وقد عبر المدرب مواسة عن غضبه في نهاية اللقاء من النتيجة النهائية، التي قال عنها بأنها لاتخدم مصالح فريقه بالنظر إلى المنافسة الشديدة التي سيلقاها، وأعلنت عنها باكرا في بداية مرحلة الإياب عدة أندية تطمح هي الأخرى في الصعود، ومن ثم لا يجب إهدار أي نقاط يكون بمقدور أشباله نيلها بحسبه.