عادت المياه إلى مجاريها الطبيعية بين رئيس اتحادية كرة القدم محمد روراوة والمدرب الوطني السابق رابح سعدان، بعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات. وقالت مصادر مطلعة إن المسير الأول في الفاف لم ير أي مانع من استعادة علاقاته مع سعدان بعد أن بادرت أطراف من الفاف لإيجاد تقارب بين الرجلين، اللذين التقيا في نهاية الأسبوع الفارط، وتحدّثا بكثير من الصراحة عن كل الأمور التي كانت وراء ابتعاد بعضهما عن بعض. وستفتح المصالحة بين الرجلين الأبواب على مصراعيها لسعدان لكي يعود إلى شؤون اتحادية كرة القدم، التي لم تطأها رجلاه منذ نهاية كأس العالم 2010 التي جرت أطوارها بجنوب إفريقيا، وقتها قيل إن روراوة لم يشعر بالحاجة إلى سعدان، آخذا برأي بعض الأطراف المناوئة للمدرب الوطني السابق، الذي رغم هذه المواقف، نال رضا الأوساط الكروية الجزائرية والأجنبية، ولازالت تنعته بالمدرب الذي أعاد الروح للمنتخب الوطني من خلال المساهمة في تأهيله إلى المواعيد الدولية الكبرى، وهي نهائيات كأس العالم وكأس أمم إفريقيا.وفضلا عن دخوله في فترة توتر طويلة مع رئيس الفاف، تلقّى المدرب الوطني السابق هجوما شرسا من التقني البوسني وحيد حليلوزيتش الذي لم يتوان في القول إن مشوار سعدان مع ”الخضر” كان فاشلا بعد أن انتقد هذا الأخير سياسة إبعاد كوادر الفريق الوطني مثل كريم زياني. وينبئ اللقاء الأخير الذي جمع روراوة وسعدان، عن كثير من الأمور ستحدث في المستقبل القريب على مستوى الاتحادية الموجودة في حاجة إلى إعادة هيكلة مديرياتها الفنية، التي عرفت في السنتين الأخيرتين بعض التذبذب في العمل، ترجمها فشل منتخبات الشباب في مختلف المنافسات القارية، وأدى ذلك إلى انسحاب المدير الفني الوطني السابق بوعلام لعروم الذي خلفه سعيد حدوش، غير أن هذا الخبير، الذي علق عليه روراوة آمالا كبيرة لإعادة هيبة هذه المديرية، واجهته أوضاع عائلية لم تتركه يعمل بارتياح؛ حيث يكون قد طلب إعفاءه من هذه المهمة بسبب مرض زوجته ببلجيكا، وبات من الواضح أن اقتراب رئيس الفاف من سعدان كان المراد منه اقتراح على هذا الأخير التكفل بالمديرية الفنية الوطنية. وفي تصريحه الأخير، أوضح سعدان قائلا: ”الصلح الذي حصل بيني وبين روراوة جاء بفضل مساعي نائب رئيس الاتحادية جهيد زفزاف وعضو المكتب الفيدرالي وليد صادي. وقد اقترح عليّ روراوة القيام ببعض المهام على مستوى الفاف، ومنحني متسعا من الوقت للتفكير في هذا الاقتراح، لكن يبقى من السابق لأوانه التحدث الآن في هذا الموضوع، إلا أن الأمور ستتضح بعد أن أسلم إلى روراوة تقريرا مفصلا عن الاقتراح الذي تقدم به”. وعبّر سعدان في ذات التصريح، عن استعداده لخدمة الكرة الجزائرية، مثلما فعل كما قال في 2004، حين قاد الفريق الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بتونس، وفي المرة الثانية لما أهّل الخضر إلى كأس العالم وكأس أمم إفريقيا 2010. ولم يتوان البعض في ربط التقارب بين روراوة وسعدان، مع احتمال انسحاب المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش من العارضة الفنية للخضر بعد انتهاء مونديال البرازيل، لا سيما أن التقني البوسني لم يُبد إلى حد الآن أية رغبة في مواصلة مهمته مع الفريق الجزائري. ولا شك أن الرجل الأول في الفاف انزعج في الفترة الأخيرة من التقلبات في المواقف التي أبان عنها حليلوزيتش في شتى المسائل التي تخص تسيير الخضر، ونتج عنها سوء تفاهم يحصل إلى حد الآن بسبب رغبة هذا الأخير في إبعاد بعض اللاعبين المحترفين من المشاركة في المونديال، على غرار بودبوز وبلفوضيل، وربما كان ينوي عدم استدعاء بعض اللاعبين المحليين الذين يبرزون بقوة في أطوار البطولة الوطنية.