أسر لنا مصدر قريب جدا من محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم; أن السبب الأول والرئيسي وراء انقطاع حبال الود بين هذا الأخير ومدرب المنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش في الفترة الأخيرة واشتعال حرب إعلامية حامية الوطيس طفت إلى العلن منذ الجمعة الماضي وأصبحت حديث العام والخاص بالجزائر إلى درجة أن صداها وصل إلى مسامع العالم أجمع، يرجع أساسا إلى ثلاث نقاط محورية كانت السبب في توسع هوة الخلاف وتباعد وجهات النظر أولها قضية المعتزلين وتهميش بلفوضيل مرورا بالتصريحات المثيرة للجدل التي يتفنن البوسني في كل مرة في إطلاقها وصولا إلى رفض البوسني للتباري وديا أمام البرتغال قبل أن تكتمل بمناكفة وتكذيب الرجلين لبعضهما البعض أمام الملئ وهي القطرة التي أفاضت الكأس حسب ما يضيف محدثنا. قبضة حديدية بين الرجلين بسبب المعتزلين وقضية بلفوضيل وتأتي قضية إبعاد الحرس القديم ككريم زياني وجمال عبدون لأسباب غير رياضية يضاف إليها غلق الباب نهائيا في وجه المعتزلين (كمطمور وبلحاج المتراجعين عن قرار الاعتزال دوليا) الذين أبدوا رغبتهم مؤخرا في العودة إلى صفوف "الخضر" أمام تعنت حليلوزيتش ورفضه القاطع لفكرة إستدعاء أي من الأسماء السابقة مادام متواجدا على رأس الخضر رغم التضحيات التي قدموها للمنتخب، وهو ما لم يعجب روراوة الذي يعلم جيدا أن خروج الجيل الذهبي السابق وصناع ملحمة أم درمان من الباب الضيق سيكون عائقا أمامه في إقناع اللاعبين مزدوجي الجنسية مستقبلا للالتحاق بالجزائر وحمل ألوانها الوطنية، وهي النقطة التي انطلقت منها خلافات روراوة وحليلوزيتش فمصدرنا أكد أن كريم مطمور، تنقل مؤخرا إلى مقر "الفاف" والتقى برواواة حتى يساعده على العودة إلى الخضر لكن البوسني رفض هذا المقترح مثلما رفض عودة نذير بلحاج، كما أن روراوة لم يهضم تماما يتابع محدثنا الطريقة التي عامل بها الفرانكوبوسني بلفوضيل قبل وبعد التحاقه بالمنتخب الوطني وتهميشه في أكثر من مناسبة بلا داعي. تصريحاته الانهزامية أزعجت مسؤولين كبار في السلطة ولعل السبب الأبرز الذي جعل العلاقة تسوء بين الرجلين رغما أنهما صديقان مقربان حتى قبل إشراف حليلوزيتش على "الخضر" هي التصريحات الانهزامية التي ظل يررددها مدرب "البي.آس.جي" السابق منذ إعلان نتائج القرعة في ال 6 ديسمبر من السنة الفارطة، والتي أزعجت كثيرا مسؤولين كبار في السلطة ووضعت روراوة في حرج أمامهم، خاصة أنه اتفق معه حسب بنود العقد الجديد على وضع الدور الثاني كهدف أساسي لمحاربي الصحراء بمونديال البرازيل، فالحاج روراوة وإلى وقت غير بعيد كان يدافع عن حلليوزيتش بكل شراسة أمام الإنتقادت الموجهة إليه، خاصة بعد الخروج المهين من كأس إفريقيا في الدور الأول وقال رئيس "الفاف" حينها إن المدرب البوسني يقوم بعمل كبير وأنه بنى فريقا قويا وتنافسيا، إلا أن تلك العلاقة الرائعة والصداقة القوية التي تجمع بينهما تدهورت كثيرا وكانت البداية بعد مواجهة الذهاب أمام بوركينافاسو، حيث تحدث المدرب عن فساد كروي في "الكاف" و"الفيفا" وحينها بالرغم من غضبه منه، إلا أنه ولمصلحة المنتخب دافع عنه وأنقذه من مقصلة عقوبات "الفيفا"، لكن حليلوزيتش عاد ليدلي بتصريحات محبطة للاعبين وفيها الكثير من التحدي لرئيس الفاف، يضاف إلى ذلك أنها لم تعجب مطلقا المسؤولين والجماهير ما جعل الأمور تسوء أكثر بين الرجلين تصل إلى مرحلة وصفت باللاعودة. إلغاء ودية البرتغال وضعت روراوة في حرج كبير مع المسؤولين كما أن رفض المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش مواجهة المنتخب البرتغالي بسوبسرا بسبب تفضيله حينها لاقتراح شقيقه وكيل الأعمال المتخصص في برمجة المواجهة الودية الدولية باللعب مع المنتخب الأوكراني والكرواتي والبوسني، بدل البرتغال وحينها تحدث روراوة من خلال الموقع الرسمي للاتحادية أن سبب إلغاء مواجهة البرتغال هو حليلوزيتش وليس تكلفة ال 1 مليون أورو الذي طالبت به اتحادية هذا البلد أو رفضها للقدوم إلى الجزائر، لأن الفاف حسب روراوة كانت ستسترجع هذا المبلغ بعد قدوم رفقاء النجم كريستيانو رونالدو بفضل العقود الاشهارية التي ستوقعها بمناسبة هذه المباراة الودية، كما ستدر أيضا أخرى على خزينة الفاف المتخمة، سيما أن مواجهة البرتغال ليست متاحة لأي كان، فوق كل هذا فإن المواجهة تم الاتفاق على برمجتها بين الحكومتين الجزائريةوالبرتغالية على هامش زيارة الوزير الأول البرتغالي إلي الجزائر وروراوة لم يكن يتخيل مطلقا أن يتجرأ مدرب أجنبي لإلغائها لأسباب تافهة جعلته في حرج كبير مع المسؤولين. مهلة روراوة حتى جانفي مناورة للتخلص من البوسني ويشير ذات المصدر، أن الرجل الأول في قصر دالي إبراهيم حائر وعاجز عن إتخاذ أي خطوة في الوقت الحالي ويفضل السكوت إلى غاية أن تهدأ الأمور قبل إتخاذ قراره مصيري، الذي يقضي بتنحية المدرب سواء قبل أو بعد المونديال (رئيس الفاف يفضل أن يكون ذلك قبل السفر إلى البرازيل)، لكن تردد "الحاج" يضيف أحد المقربين من روراوة يرجع إلى تخوفه من رد فعل كل عشاق ومحبي الخضر المتعاطفين مع مدربهم والذين أكدوا عدم تسامحهم مع روراوة لو يذهب بمدرب آخر للمونديال غير حليلوزيتش أولا وخوفه من المغامرة في ظل ضيق الوقت وعدم وجود البديل المناسب من جهة أخرى، ضف إلى ذلك أن المنطق يقول بأن مصلحة المنتخب تتطلب تجديد البوسني إلى غاية كأس إفريقيا 2015، رغم روراوة مقتنع بفكرة الاستغناء عن حليلوزيتش ووضع المهلة المتعلقة بموعد 31 جانفي ليرد وحيد حليلوزيتش عليه إن كان سيجدد أو يغادر كمناورة منه من أجل التخلص من البوسني وتحرك بجدية لإقالته لأنه لن يكون هناك انضباط في صفوف اللاعبين بالبرازيل وهم يدركون أن مدربهم سيغادر العارضة الفنية بعد نهاية المنافسة، يأتي إصرار روراوة على الطلاق مع مدربه رغم ضخامة المبلغ الذي ستدفعه الاتحادية كفارق للفترة المتبقية من عقد البوسني، والذي سيتجاوز أكثر من 6 ملايير سنتيم.