استقبل الوزير الأول بالنيابة، السيد يوسف يوسفي، أمس، بالجزائر العاصمة، ممثل رئيس الوزراء البريطاني المكلف بترقية الشراكة الاقتصادية الجزائرية-البريطانية، اللورد ريتشارد ريسبي، حيث تم تقييم التعاون الثنائي الذي يشهد حركية جديدة من خلال إنجاز العديد من المشاريع في مجالات مختلفة. وجدد ممثل رئيس الوزراء البريطاني الذي يتواجد حاليا بالجزائر في إطار لقاءات تقييمية دورية، استعداد بلده للعمل على تطوير علاقات الشراكة القائمة بين البلدين، حسبما أفاد به بيان للوزارة الأولى. كما استقبل الضيف البريطاني من قبل وزير الخارجية السيد، رمطان لعمامرة، حيث أكد اللورد ريسبي أن الجزائر تعد مثالا للأمن في المنطقة وأنها تلعب “دورا هاما” فيها، آملا في تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال. وصرح المسؤول البريطاني المكلف بترقية العلاقات الاقتصادية مع الجزائر عقب اللقاء، أنه أجرى مع رئيس الدبلوماسية الجزائرية “محادثات واسعة” حول الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والتعاون الثنائي الذي وصفه “بالمتميز”، موضحا أنه سيتم خلال الأشهر القادمة تطوير جوانب الصحة والاقتصاد وتعليم اللغة الانجليزية التي “سيتم تطويرها خلال الأشهر المقبلة في إطار لجان نصبت لهذا الغرض”. وفي اللقاء الذي جمعه بوزير التعليم العالي والبحث العلمي، محمد مباركي، أوضح الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني أن التعاون بين الجامعات الجزائرية والبريطانية شهد تطورا “معتبرا” خلال السنوات الأخيرة. وأشار في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء إلى أن مئات الطلبة الجزائريين مسجلون حاليا في الجامعات البريطانية. مضيفا أن محادثاته مع السيد مباركي تمحورت حول السبل والوسائل الكفيلة بترقية العلاقات في مجالات التربية والتعليم العالي. ويرى المسؤول البريطاني أن الجزائريين لاسيما الطلبة يبدون اهتماما “خاصا ومتزايدا” لتعلم اللغة الانجليزية، مؤكدا بالمناسبة وجود “برامج للتعاون بيننا في هذا الإطار”، كما أشاد بالتعاون “المثمر” القائم بين الجزائر وبريطانيا خصوصا في مجال التعليم. ومن جهته، أشار وزير التعليم العالي أن اللقاء مع المسؤول البريطاني سمح بتناول وضعية التعاون في المجال الجامعي والبحث العلمي بين البلدين، إلى جانب وضع تصور للمستقبل في القريب في مجال التعاون خصوصا حول تعليم اللغة الانجليزية. وذكر السيد مباركي بالبرنامج الجديد الذي قرره قطاعه والرامي إلى ترقية وتحسين تعليم اللغة الانجليزية على مستوى الجامعات الجزائرية والذي سينطلق بإرسال مجموعة تضم 15 أستاذا جزائريا إلى الجامعات البريطانية لتحضير الدكتوراه. كما أشار إلى وجود مشاريع تعاون “سطرت سويا وتقررت على أساس الاهتمامات المشتركة لاسيما في مجال الفضاء والطاقات المتجددة”. ودائما في مجال التعاون تم، أول أمس، التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال النشاطات الفضائية بين الوكالة الفضائية الجزائرية والوكالة الفضائية البريطانية بالجزائر العاصمة، حيث جرى حفل التوقيع بحضور وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، زهرة دردوري، وممثل رئيس الوزراء البريطاني ورئيس مجلس إدارة الوكالة الفضائية الجزائرية وممثل وزارة الشؤون الخارجية وسفير المملكة المتحدةبالجزائر. وتعد الوثيقة إطارا لتطوير المشاريع المشتركة بين الجزائر والمملكة المتحدة المرفوقة بدورات تكوين أكاديمي وتكوين من خلال المشاريع. وتأتي هذه المذكرة امتدادا لتلك الموقعة في 19 جويلية 2006 بين الوكالة الفضائية الجزائرية والمركز الوطني البريطاني الفضائي قبل إنشاء الوكالة الفضائية البريطانية في أبريل 2010. ويتمثل أول مشروع تم إنجازه مع المملكة المتحدة في إنشاء قمر اصطناعي لمراقبة الأرض “ألسات-1” الذي تم إطلاقه في 28 نوفمبر 2002 انطلاقا من قاعدة إطلاق المركبات الفضائية ببليستيك (فيدرالية روسيا).