شكلت ثلاثية الأمن، الاستقرار والتنمية الاقتصادية، أبرز محاور اليوم الأول من الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، الذي اختار أن تكون انطلاقتها من الجنوب، وبالضبط من ولايتي أدرار وتمنراست، حيث رافع مدير حملته الانتخابية، السيد عبد المالك سلال، عن إنجازات الرئيس المترشح لعهدة جديدة في شتى المجالات، لا سيما ما تعلق منها بالجانب الأمني الذي فتح الآفاق أمام تحقيق تطلعات اقتصادية واجتماعية هامة. حرص السيد سلال في التجمعين اللذين نشطهما بهاتين الولايتين، أمس، على إبراز المكاسب المحققة خلال فترة حكم الرئيس المترشح، مؤكدا في هذا الصدد على ضرورة ضمان الاستمرارية والحفاظ على هذه الإنجازات في شتى المجالات. ولقيت تصريحاته تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين الذين حجزوا أماكن التجمع مبكرا لحضور انطلاق الحملة الانتخابية في يومها الاول، حيث لم يتوقفوا عن الهتاف باسم السيد عبد العزيز بوتفليقة وترديد شعارات مساندة له مثل "تعاهدنا مع الجزائر". واغتنم السيد سلال هذا الحماس لدعوة المواطنين إلى التوجه بقوة الى صناديق الاقتراع يوم 17 أفريل للبرهنة على أنهم على قد المسؤولية في تحديد مصير البلاد وإعطاء درس للمتربصين بأمن البلاد. وأن في اختيار ولاية أدرار دلالة خاصة، حيث قال سلال إنها تعد مصدر قوة لمواصلة الجهود للنهوض بالأمة، في الوقت الذي يقر فيه الجميع بالوزن الكبير الذي تمثله هذه الولاية كونها أنجبت أبرز علماء الدين كما هو الشأن للشيخ المرحوم سيدي محمد بن الكبير، صاحب أكبر زاوية في المنطقة، والتي مازالت تحمل اسمه، وهي الزاوية التي تربطها بالسيد بوتفليقة علاقة روحية، حسب شهادة سكان أدرار، الذين أكدوا أن الزيارات الميدانية لرئيس الجمهورية إلى الولاية ما كانت لتمر دون أن يخص زاويتهم بزيارة خاصة وتفقد أحوالها بحكم الصداقة التي تربطه بالشيخ المرحوم بن الكبير. وبدوره، ما كان سلال ليضيع فرصة تواجده بالولاية دون أن يزور ضريح الشيخ بن الكبير رفقة شخصيات معروفة رافقته في أول خرجة للحملة الانتخابية كما هو الشأن لنجم كرة القدم، رابح ماجر، ومسؤولين سابقين مثل حمراوي حبيب شوقي وبلقاسم ملاح، بالاضافة إلى محمد عليوي رئيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين. ويرى سلال أن اختيار ولاية أدرار يعد عرفانا لإخلاص أهل المنطقة الذين خدموا البلاد، مضيفا أن التطورات الاقتصادية والاجتماعية المحققة إنما تعكس الجهود التي بذلها السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال الثلاث عهدات الماضية، وأن الفضل يعود إليه في إنقاذ البلاد من الهاوية والسنوات العجاف التي أفرزتها الأزمة العصيبة التي مرت بها البلاد بسبب الإرهاب الهمجي الذي كاد أن يقضي على ركائز الدولة. ورغم كل ذلك، يقول سلال، فإن المترشح بوتفليقة الذي نجح في مجابهة التحديات، تمكن من إرساء السلم والأمن كما استعاد المكانة الدولية للجزائر عبر المنابر الدولية بفضل حنكته الدبلوماسية، ليجعل من الجزائر قوة إقليمية في المنطقة تستشار في مختلف القضايا الدولية، وكشف في هذا الصدد عن زيارات لشخصيات كبيرة وراقية إلى الجزائر خلال الاسابيع القادمة، مشيرا إلى أن الجهود ستتواصل لجعل الجزائر "لؤلؤة إفريقيا والبحر المتوسط". ومن الوعود التي قدمها مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر، تغيير الدستور لضمان المشاركة التشاركية لكافة المواطنين من خلال نشر ثقافة الحوار بين كل الاطراف الفاعلة، كما تعهد أمام مواطني ولاية أدرار الذين غصت بهم دار الثقافة للولاية بالقضاء نهائيا على السكنات الهشة التي لم يبق منها سوى 10 آلاف، بعدما كانت تقدر في السابق ب30 ألفا عبر كامل الولاية، إلى جانب إنشاء مستشفى جديد للأم والطفل ليضاف إلى المستشفى الجامعي. ولم تختلف الأجواء الحماسية في دار الثقافة بولاية تمنراست، حيث حضر المواطنون بقوة التجمع الذي نشطه السيد سلال، بل تداول بعض ممثلي المجتمع المدني على المنصة للتذكير بالإنجازات التي استفادت منها الولاية مثل الطريق العابر للصحراء وربط ولاية تمنراست بعين صالح بالمياه الصالحة للشرب، وهو ما اعتبره مدير الحملة الانتخابية دليلا على وفاء الدولة بوعودها. كما راهن على وعي مواطني الجنوب لإعطاء المثل في الوطنية من خلال المشاركة بقوة في انتخابات أفريل 17، مضيفا أن قبول السيد بوتفليقة الترشح لعهدة جديدة جاء بطلب ملح من ممثلي المجتمع المدني. مشيرا إلى أن ولاية تمنراست تعاني من نفس المشاكل التي تواجهها مختلف مناطق الوطن غير أنه أكد أن برنامج رئيس الجمهورية يحمل الكثير من الطموحات ويمس كل القطر الوطني في ظل الامن والاستقرار الذي يتطلع إليه الشعب الجزائري. غير أن توفير الأمن، يضيف سلال، يمس أيضا المناطق الحدودية للوطن على ضوء التطورات التي تشهدها مناطق الجوار لاسيما ما يحدث في مالي، مشيدا في هذا الصدد بجهود أسلاك الامن الوطني لضمان السلم. في حين أكد انه على المواطنين أن يكونوا أيضا على قد المسؤولية للتصدي للمتربصين باستقرار البلاد. كما راهن على دور الشباب لاعطاء نفس جديد للتنمية المحلية، مؤكدا أن الدولة ستظل إلى جانبهم وستقدم لهم الدعم الكامل مثلما برهنت على ذلك من خلال الاجراءات التحفيزية التي أعلنتها لصالح التشغيل. من ولايتي أدرار وتمنراست: مليكة خلاف