وألح بوتفليقة، في أول تجمع شعبي له بعاصمة الأوراس، باتنة، أول أمس، على تجسيد المبادرة والمؤازرة التي أبداها أنصاره إلى ممارسة فعلية، من خلال قطع الطريق أمام دعاة المقاطعة الانتخابية والتصويت بقوة يوم الاقتراع. وذكر المرشح للمرة الثالثة على التوالي للاستحقاقات الرئاسية، أنه لم يأت بقرآن جديد، وإنما ببرنامج يكرس الاستمرارية ومواصلة البرامج التنموية التي شهدتها عدة قطاعات خلال العهدة الأولى والثانية. وشرح بوتفليقة أسباب اختياره لعاصمة الأوراس لتدشين حملته الانتخابية، مؤكدا على الاعتبارات التاريخية، وهي التي سقط فيها الآلاف من الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد. كما يعكس الاختيار حرصه على مباركة حملته التي تزامنت مع الاحتفالات المخلدة لعيد النصر، وهو ما منحه الفرصة مرة أخرى لتجسيد مضمون أهم مشروع له خلال العهدة الانتخابية الثانية، المتمثل في التعديل الجزئي للدستور، سيما المواد المكرسة لتمجيد رموز الثورة وترقية التاريخ وكتابته وتلقينه للأجيال. كما ثمن بوتفليقة، العهدة الرئاسية للرئيس الأسبق، اليمين زروال، الذي ينحدر من ولاية باتنة، خاصة وأنه قدم الكثير للوطن في وقت جد عصيب، وأضاف أن لديه ارتباط روحي بهذه المنطقة التي كاد يستشهد فيها بسبب عملية انتحارية سنة 2007. وبعد أن عدد الإنجازات التي قام بها خلال العهدتين الأولى والثانية، وأشار إلى أن برنامجه ليس قرآنا جديدا وإنما هو استمرارية للإنجازات التي شرع فيها منذ توليه زمام قصر المرادية في سنة 1999. ووعد بوتفليقة الجزائريين، في حالة فوزه للمرة الثالثة بكرسي الجمهورية، باستحداث ثلاثة ملايين منصب شغل، وبلوغ سقف مليوني طالب جامعي وبناء مليون سكن جديد وترقية الصحة وتحقيق الأمن الغذائي. واستند بوتفليقة إلى الأوضاع التي سادت خلال العشرية السوداء وحالة الأمن والاستقرار التي أصبح ينعم بها المواطنون، بفضل تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وهذا لإقناع جمهور القاعة أن ما وعد به في حملته الانتخابية الماضية قد حققه، حتى بالنسبة لأصعب الملفات، التي كانت ذريعة للعديد من الدول لهجرة الجزائر، بما فيها الدول الشقيقة. وأشار في ذات الصدده، إلى أن الجزائر للشعب وليست للاستئصاليين، ولا للذين يغالون في الإسلام. وحاول المرشح الحر للانتخابات الرئاسية، عبد العزيز بوتفليقة، الاستعانة بزوايا الجنوب الغربي وتزكيتها للحصول على عهدة ثالثة، وهي المؤسسات التي نجحت في إقناع المواطنين لتزكيته في رئاسيات 1999 و2004. وفضل بوتفليقة إلقاء خطابه في اليوم الثاني من الحملة الانتخابية، أمس من بشار، وهو يفترش سجادا هو ومدير حملته الانتخابية، عبد المالك سلال وشقيقه سعيد بوتفليقة. وأثنى على جهود شيوخ زوايا منطقة الجنوب الغربي، الذي يضم كلا من ولاية أدرار، بشار، البيض وتندوف، لأنها "منحتني نسبة عالية في الانتخابات الرئاسية الماضية، عززت ثقتي ومنحتني القوة لمواصلة ما بدأت فيه سنة 1999". واعتبر وصوله إلى سدة الحكم ثمرة لحرص الزوايا والدور الذي لعبته في جميع المراحل، وهي التي قدمت الدعم لجميع مشاريعه وفي مقدمتها الزاوية التهامية، زاوية قنداسية والزاوية الكرزازية. وبنبرة ملؤها الثقة، قال إنه "مرشح وبرنامجه وراءه وأن أغلبية الوعود التي قدمتها وأنا مترشح في رئاسيات 1999و2004 أنجزتها"، وخلص للتعبير عن ذلك بالمثال الشعبي قائلا "العام يبان من خريفه". وأشار الى أن ورقته الانتخابية هي الاستمرارية ومواصلة مسيرة البناء في جميع الميادين، حيث وعد برصد 150 مليار دولار لتحقيق جميع المشاريع في حالة فوزه بعهدة ثالثة. وقال بوتفليقة إنه فضل الترشح بصفة مستقلة، رغم أنه سليل حزب جبهة التحرير الوطني ورافق مناضلين من التجمع الوطني الديمقراطي في مهام وطنية، مضيفا "كما أنني منذ زمن بعيد كنت صاحب زاوية قبل ظهور الإسلامويين".