بعد النجاح الكبير الذي حققته القافلة الوطنية للتحسيس بمخاطر المخدرات التي جابت 32 ولاية من ولايات الشمال، وتلتها القافلة الزرقاء التي استهدفت الشباب بالشواطئ خلال موسم الاصطياف في السنة الماضية، ارتأينا هذه السنة، يقول القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، السيد مصطفى سعدون، مواصلة المشروع التحسيسي بإطلاق قافلة الصحراء الكبرى، باعتبار الصحراء بوابة دخول المخدرات إلى الجزائر. العمل التحسيسي عمل دؤوب يحب الاستمرارية، من أجل هذا، يقول مصطفى سعدون، أدرجنا قافلة الصحراء الكبرى في مخططنا التحسيسي ليمس عملنا في مجال محاربة آفة المخدرات كامل التراب الوطني، خاصة بعدما تمكنا من تكوين شباب كوسطاء اجتماعيين وإنشاء خلايا جوارية ببعض الولايات. ولأن الجنوب الجزائري كبير وواسع، اخترنا بعض الولايات التي ينتظر أن يباشر فيها 200 شاب عملهم التحسيسي على مدار أسبوع كامل، وهي تمنراست، أدرار، تيميمون، عين قزام وعين صالح. ونأمل بالمناسبة أن يتمكن هؤلاء من تحقيق النتائج المرجوة، وهي تحسيس أكبر عدد ممكن من الأطفال، الشباب، الآباء والأمهات بمخاطر المخدرات عن طريق العديد من المحاور التي تم تسطيرها، مثل إقامة معارض ضخمة، عقد ملتقيات صداقة وإقامة منابر حرة تحسيسية وتوعوية. لا يقتصر عمل القافلة على مجرد التحسيس والتوعية فقط، يقول مصطفى سعدون، إنما يعتبر تواجد الشباب بمختلف الولايات فرصة لاكتساب المزيد من المهارات والخبرات في مجال التوعية، باعتبار العمل التحسيسي في الشمال يختلف عنه في الصحراء بالنظر إلى اختلاف الثقافة والوعي من جهة، وهي فرصة لممارسة السياحة والتعرف على مختلف المعالم السياحية للوطن، من ناحية أخرى. وفي رده على سؤالنا حول ما تعتزم الجمعية القيام به بعد قافلة الصحراء الكبرى، قال بأن التحدي الأكبر الذي يواجه الجمعية وتعول عليه لمحاربة آفة المخدرات، هو تمكنها من إنشاء خلايا جوارية بكل الأحياء، كونها تلعب دورا كبيرا في جعل العملية التحسيسية دائمة لا تنقطع وهو المطلوب للحد من الظاهرة، خاصة أن الخلايا الجوارية يقصدها الشباب المدمن لطلب المساعدة. عبد الحكيم حماد محافظ ولائي وقائد فوج الرسالة، حدثنا عن دوره في قافلة الصحراء الكبرى فقال: ”سبق لي أن شاركت في القافلة التي جابت ولايات الشمال، وتكونت لدي خبرة لا بأس بها في مجال التعامل مع الأشخاص المدمنين، كما اكتسبت بعض طرق التواصل مع الغير، وأعول على هذه الخبرة في الاحتكاك بسكان ولايات الجنوب التي سنزورها وأتمنى أن نتمكن من تحسيس أكبر عدد ممكن من الناس”. من جهته، قال مصطفى كوبة قائد وحدة الأشبال؛ إن مشاركته مؤخرا بالقافلة التي توجهت إلى غرداية جعلته يعيش تجربة فريدة من نوعها في مجال التحدث عن المخدرات وكيفية محاربتها، وحث الشباب أمثاله على تركها بالنظر إلى مخاطرها، الأمر الذي دفعه إلى القيام ببعض المبادرات الفردية على مستوى الحي الذي يسكن به ببلدية العاشور، حيث أنشأ رفقة فوج المشعل خلية للتوعية من مخاطرها، وأضاف: ”إلى جانب مهمة التحسيس بالخلية، أقوم بنفس العمل على مستوى المؤسسة التي أدرس بها، وبعدما كانت تباع المخدرات بها تمكنا من محاربتها”.