دعا مرشّح جبهة المستقبل لرئاسيات 17 أفريل الجاري، بلعيد عبد العزيز، بسيدي بلعباس، إلى إنشاء هيئة وطنية أو مجلس وطني للثقافة والإعلام، لضمان التسيير الأمثل للنشاطات والفعاليات الثقافية بالولاية، بحكم طابعها الثقافي المتميّز، مما جعلها ملتقى الإشعاع الوطني والعالمي، موضحا أن الاستثمار في هذين القطاعين الحساسين من شأنه ترقية الإبداع وتطوير حرية التعبير بما يخدم صورة البلد على المستوى الخارجي. واقترح بلعيد في تجمّع شعبي نشطّه، أمس الثلاثاء، بالقاعة متعددة الرياضات، الشهيد الحاج عدّة بوجلال، بوسط المدينة، في إطار اليوم العاشر من الحملة الانتخابية، التأسيس لهيئة وطنية رسمية، ترعى مختلف النشاطات والتظاهرات الثقافية والفنية المقامة بالولاية وما جاورها، بالشكل الذي يعيد الاعتبار للوجه الفي والثقافي الذي عرفت به سيدي بلعباس، مشجعا على ترقية وتثمين قطاع الإعلام الملازم لمختلف التظاهرات الثقافية والدافع للترويج لها على المستويين الوطني والدولي.وذكّر في السياق، بكون المنطقة مدينة العلم والعلماء ومنارة الثقافة والمعرفة، بالنظر لاحتضانها رصيدا إبداعيا ثريا ساهم في تعزيز تاريخها النضالي، رابطا الحفاظ على هذا الموروث المتواصل بين الأجيال، بضرورة فتح مدارس ومعاهد للتكوين الثقافي والفني بمختلف اختصاصاته، لإعطاء دفع قوي للاقتصاد الوطني وتطوير النمو الثقافي وكل ما له صلة مباشرة به على غرار المسرح والسينما والشعر.وقال المتحدث في هذا الاطار: "إن ولاية سيدي بلعباس تنظم سنويا ما يقارب160 مهرجانا وطنيا ودوليا في شتى الفنون الثقافية والفنية، وهو الأمر الذي يدعو للحفاظ على ديمومة هذه المهرجانات، التي تشتهر بتنظيمها هذه المدينة العريقة التي تضرب بوجودها في عمق التاريخ"، على حد تعبيره.وأضاف مرشح جبهة المستقبل أن "التأسيس لقفزة ثقافية وإعلامية نوعية يستلزم منا التخلي كلية عن تسيير الأفكار الابداعية والنشاط الثقافي المتنوع بالطرق الادارية المحضة، كما هو واقع في القطاع حاليا". مشدّدا على ضرورة فتح المجال واسعا للعمل الابداعي والاعلام بصفة خاصة من خلال ضبط النشاط أكثر بمجلس وطني يضم نخبة من الإعلاميين والفنانين والمبدعين القادرين على نقل القطاع من سيطرة تسيير الإدارة إلى الإبداع الراقي المتواصل.وأشار، بالمناسبة، إلى الحصار الكبير المفروض على الاعلام، لاسيما قطاع السمعي البصري، داعيا إلى تفعيل حقيقي لمجلس وطني للاعلام وهيئة للرقابة تعمل على تقنين واقع الإعلام وضبطه أكثر لجعله يتماشى مع واقع الحياة اليومية للمواطن وينقل انشغالاتهم وطموحاتهم إلى الجهات المسؤولة.وحثّ المترشح لمنصب رئاسة الجمهورية في هذا المنحى على ضرورة توحيد جهود جميع المعنيين لترقية قطاع الثقافة والاعلام بالجزائر، وفتح المجال أكثر أمام المؤسسات الثقافية والاعلامية للمساهمة في تحسين واقع الثقافة والمنظومة الإعلامية بالمستوى المطلوب، مقترحا إقامة برامج وطنية تتماشى مع الأهداف المسطرة في الميدان.وفي حديثه عن الشباب، اقترح أصغر مترشح للاستحقاقات الرئاسية المقبلة إنشاء تعاونيات لفائدة الشباب العازبين لمساعدتهم على إكمال نصف دينهم وتكوين عائلاتهم، بما يضمن مستقبل الأجيال القادمة في كنف السلم والحرية والأمان. واعدا بفتح مناصب شغل جديدة لفائدة البطالين وحاملي المشاريع وهيكلتهم في النسيج الاقتصادي والصناعي لتحقيق النمو واستحداث القيمة المضافة.كما دعا، من جهة أخرى، إلى إعادة الاعتبار للطابع الفلاحي والسياحي الذي تتميّز به هذه الولاية التي كانت بمثابة خزان لمختلف الخيرات التي كانت تصدّر نحو الخارج فيما سبق، مشجعا من جهة أخرى، المهنيين وأصحاب المؤسسات ومدراء الشركات الصناعية الكبرى على ترقية المناطق الصناعية المتواجدة بالمنطقة، والعمل على إرساء قاعدة تصنيع ذات جودة عالية.وفي الأخير، وبعد أن رافع من أجل عدالة قوية وعصرية تضمن الاحترام الحقيقي لحقوق الإنسان وتصون كرامة المواطن، حثّ السيد عبد العزيز بلعيد سكان سيدي بلعباس على المشاركة القوية يوم 17 أفريل 2014، لاختيار رئيس جديد للجزائر والتمهيد لتغيير سياسي سلمي حقيقي يتماشى وطموحات الشعب. وللاشارة، كان لمرشح جبهة المستقبل خرجة ميدانية التقى خلالها بسكان الولاية، حيث شجعهم على المشاركة في الرئاسيات وعدم انتهاج سبيل المقاطعة التي -كما قال- لا تخدم أي مواطن، ما عدا الأطراف التي تتحين الفرص للتزوير والتلاعب بأصوات الناخبين.