بلغ عدد الألغام التي تمت إزالتها عبر الوطن، والتي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، ما يقارب المليون لغم (907.382 لغما)، إلى غاية 27 مارس الفارط، منها أزيد من 700 ألف لغم تمت إزالته في إطار برنامج التطهير المسند للجيش الوطني الشعبي. وقد تم في إطار هذه العملية، تطهير مساحة إجمالية فاقت 7570 هكتارا، فيما لا تزال الفرق المكلفة بتنفيذ برنامج التطهير متواجدة بكل من تلمسان، النعامة، الطارف، تبسة وسوق أهراس. ودعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، بمناسبة اليوم العالمي للدفاع عن ضحايا الألغام المضادة للأشخاص، إلى إنشاء صندوق دولي تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة للتكفل بضحايا الألغام عبر العالم. ويأتي الإعلان، عن هذه الحصيلة، بمناسبة إحياء هذا اليوم المصادف للرابع أفريل، والذي خصص له، أمس، “منتدى المجاهد” لقاء تناولت خلاله بعض الشخصيات، مختلف أوجه الملف. وفي هذا الإطار أثنى رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام، السيد محمد جوادي، على العمل والمجهودات الكبيرة التي يقوم بها عناصر الجيش الوطني الشعبي من أجل التخلص من هذه الألغام التي حصدت العديد من الأرواح وعلى الخصوص الأطفال، مشيرا إلى أن العمل التحسيسي الذي يقوم به الجيش والجمعية أدى إلى تسجيل صفر ضحية (قتيل) خلال السنوات الثلاث الأخيرة (2011/2012/2013). كما كشف المتحدث بالمناسبة أن الجمعية بصدد التحضير لبنك معلومات حول مختلف أوجه الحوادث التي تسببها الألغام، عدد الضحايا القتلى والجرحى وغيرهم، موضحا أن العملية تشمل البحث عن نوعين من الضحايا، هما ضحايا فترة الثورة التحريرية من المدنيين من 1954 إلى 1962 والنوع الثاني ضحايا مخلفات الاستعمال من سنة 1962 إلى اليوم. من جهتها، دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، السيدة سعيدة بن حبيلس، إلى التعجيل بإنشاء صندوق دولي تشرف عليه منظمة الأممالمتحدة للتكفل بضحايا الألغام عبر العالم، تموله الدول الاستعمارية القديمة من بينها فرنسا، مشيرة إلى أن منظمة الأممالمتحدة التي تسعى إلى نشر ثقافة السلم والأمن بين الشعوب وتضامنا مع ضحايا الألغام مطالبة بإنشاء هذا الصندوق الذي سيضمن التكفل المادي والمعنوي بالضحايا. وانتقدت المتحدثة منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي لم تفكر البتة في هذه الشريحة التي بقيت حقوقها مهضومة طيلة عقود، رغم خطورة الملف. وأشادت بالدور الأساسي الذي يلعبه الجيش الوطني الشعبي في هذا الملف والمجهودات الجبارة المبذولة لحماية الأشخاص من الألغام المزروعة من طرف المستعمر لاسيما على طول خطي شال وموريس إبان حرب التحرير والتي تبقى منها، حسب المتحدثة، حوالي 3 ملايين لغم، أما المنسقة الدائمة لنظام الأممالمتحدة وممثلة البرنامج الأممي للتنمية في الجزائر، السيدة كريستينا أمارال، فقد أكدت أن الجزائر التزمت بدورها، وبذلت مجهودات كبيرة في إطار الإستراتيجية التي أعتمتها لنزع الألغام مما سمح بتقليص عدد الضحايا مع العلم .