برّر مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، إلغاء التجمع الذي كان من المقرر تنظيمه بولاية بجاية أمس، بمحاولة تفادي المشاكل والحفاظ على الأمن، على إثر الفوضى والتوتر اللذين صاحبا الأجواء بفعل تصرفات عدوانية لبعض المتظاهرين المناوئين للعهدة الرابعة، والذين حاولوا اقتحام دار الثقافة الطاوس عمروش بعد دقائق من دخول الوفد المرافق للسيد عبد المالك سلال لحضور التجمع. خلال اطمئنانه على سلامة الصحافيين الذين رافقوه لتغطية الحدث بهذه الولاية، قال السيد سلال: “لقد رأيتم بأعينكم ما حدث وكيف يفهم البعض”، مؤكدا أنه “ضد الإقصاء والتطرف”، وأن “التطرف ليس له مكان في هذا البلد”. وإذ أشار إلى أن الذين أثاروا هذه الأحداث قدِموا من بعض المناطق الأخرى، اغتنم مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، الفرصة لتوجيه شكره لسكان ولاية بجاية، الذين جاءوا بقوة لحضور هذا التجمع الشعبي؛ مما يمثل أحسن جواب لمثيري الشغب، قبل أن يضيف في هذا الصدد: “أنا على يقين بأن الشعب الجزائري يفرّق بين الصالح والطالح”. وبعد أن تأسّف لما وقع، أشار سلال إلى أن تجمّع ولاية تيزي وزو المبرمج اليوم، سيجري كما كان مقررا، مؤكدا أنه سيواصل العمل والسير إلى الأمام من منطلق أننا دعاة خير. وقبل امتطائه الطائرة، قابل مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر مواطنين أصروا على التنقل لتقديم اعتذاراتهم لما جرى باسم سكان ولاية بجاية، مؤكدين له مساندة المترشح عبد العزيز بوتفليقة ووقوفهم إلى جانبه في العهدة الرابعة. بدوره، حيّى سلال مبادرة المواطنين، مؤكدا أنه على علم من أين أتى هؤلاء المتطرفون، وأنه يعرف بجاية التي لها تاريخ عريق ورجال أقوياء. وقد كانت الأمور تجري بشكل طبيعي فور وصول الوفد المرافق لمدير الحملة الانتخابية، إلى مدينة الحماديين. ولفت انتباه الإعلاميين الصور المنتشرة للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة عبر كافة أحياء المدينة دون المترشحين الآخرين. كما لم يجد الصحافيون عناء في دخول قاعة دار الثقافة، حتى إن بعض الصحافيين اغتنموا الفرصة لاستجواب بعض المواطنين حول الرئاسيات دون حدوث مشاكل، وعبّروا عن آرائهم بكل حرية. غير أن الأمور بدأت تنفلت منذ أن دخل بعض المتطرفين في صفوف المواطنين؛ حيث قاموا في البداية بالتجمع على مقربة من قاعة دار الثقافة، حاملين شعارات مناوئة للعهدة الرابعة للمترشح بوتفليقة، قبل أن يقتحم البعض هذه القاعة بالقوة. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل تم الاعتداء على حافلة كانت تنقل الصحافيين، إلى جانب تحطيم كاميرا للفريق الصحافي التابع للتلفزيون الجزائري، وذلك بعد أن تهجّموا على الطاقم الصحفي للقناة التلفزيونية “النهار”، في حين أصيب عدد من أعوان الأمن الوطني بجروح، عندما حاولوا منع المتظاهرين من اقتحام القاعة المخصصة لتنشيط هذا التجمع؛ حيث يوجد أحدهم في حالة حرجة. وعلى إثر ذلك، تم نشر قوات مكافحة الشغب للأمن الوطني من أجل تفريق المتظاهرين والتحكم في الوضع. كما تم نقل صحافيين وفرقهم التقنية المكلَّفين بتغطية الحدث، على متن شاحنات مصفَّحة تابعة للأمن الوطني، إلى مطار بجاية عبان رمضان، بعد أن ظلوا في قاعة دار الثقافة لأكثر من ساعتين؛ في أجواء من الهلع والخوف رغم محاولة المنظمين تهدئة الأوضاع. وحسب مصادر أمنية، فإن أغلب مثيري الشغب لا ينتمون إلى المنطقة، وثبت أنهم قدموا من بعض الولايات الشرقية، بالإضافة إلى أفراد ينتمون إلى ما يسمى بتنظيم “الماك”، الذي يتزعمه فرحات مهني، الذي يدعو إلى الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل، إلى جانب حركة بركات. وقد أصيب 15 شخصا من بينهم ثلاثة أعوان شرطة وفق ما علم من مصدر استشفائي. وقد تلقى هؤلاء الأشخاص الذين يعاني معظمهم من إصابات على مستوى الوجه الإسعافات الضرورية بمستشفى “خليل عمران”، حسب ذات المصدر، الذي أشار إلى “عدم تسجيل أي حالة خطيرة”.