سعاد سيرين، حرفية في ديكور الزجاج والبلور المنفوخ، هي الصنعة التي عشقتها منذ صغرها إلا أنها لم تتمكن من التأطر فيها إلا بعد بلوغها عمر 15 سنة، تألقت في هذا الفن بفضل خيالها الواسع الذي أعطاها حرية الإبداع والتميز، لاسيما أن حرفة نفخ البلور جديدة نوعا ما في الجزائر. التقينا مع الحرفية خلال تنظيمها للمعرض الجماعي مؤخرا، بمناسبة اليوم الوطني للقصبة، حيث التف حول طاولتها المنصوبة والحاملة لمختلف القطع الفنية الزجاجية جمهور غفير. لم تكتف سيرين بالرسم على الزجاج، وإنما اختارت بلورة القطع وطليها لإعطائها لمستها الخاصة بأشكال متعددة. لكن الشكل الذي طغى على منحوتاتها هو الإوزة التي تعكس جمالا لا مثيل له، حيث قالت: “إن طائر الإوز المفضل لدي وأناقته تشبه أناقة جسد المرأة، ورشاقته وهو يطفو على سطح الماء تغمرني بهجة”، وأضافت: “كان حبي لهذا الكائن منذ صغري حين كنت أزور رفقة والدي حديقة التجارب بالحامة، حيث كانت تسبح هذه الطيور الجميلة في برك إلى جانب البط والأسماك، وحاولت الحرفية الخروج عن المألوف فيما يخص الألوان التي تطبعها، فكان الأسود والأزرق وكذا الأحمر من الألوان التي اختارتها لتشكيلتها الفنية التي تضفي عليها لمسات باللونين الفضي والذهبي. التحقت الصانعة سيرين خلال مسيرتها الفنية بالعديد من مراكز التكوين المختصين في الحرف التقليدية، ونالت العديد من شهادات الكفاءة في الرسم على الخشب، الديكور بالأزهار والنقش على الخشب، أفادت سيرين أن الحرف اليدوية ليست جديدة على عائلتها، فكل من أبيها وأمها فنانان، لاسيما أن والدتها تعمل في الخياطة ومختصة في فن “الكروشي”، وهي الهواية التي كبرت وهي تشاهد أمها تمارسها ليلا ونهارا، ورددت قائلة: “لقد أحاكت لي أمي العديد من القطع اللباسية ب”الكروشي”، على غرار الجوارب والقبعات الشتوية وكذا الإشاربات”.. وأضافت الصانعة: “في حين.. كان أبي عاملا في مجال النجارة قبل تقاعده، حيث كان يعمل داخل ورشة ليست بعيدة عن المنزل، مما كان يدفعني إلى مرافقته خلال موسم العطل المدرسية لأجلس أتأمل عمله لساعات طويلة دون ملل، وهذا ما جعلني أعشق الصناعة التقليدية وأحاول جاهدة البروز فيها”. تأمل المبدعة في الحصول على بطاقة الحرفي لتتمكن من المشاركة في مختلف المعارض الوطنية وكذا الدولية لتكون لها فرصة إبراز منتجاتها الفنية، وكذا تبادل الخبرات رفق الصناع في المجالات الأخرى، كما تطمح إلى الالتحاق بمدارس عليا في الفنون التشكيلية لتوسيع عالم إبداعها.