نقلت الحرفية إيناس تميزار «تجربتها في الجناح الخاص بها بمعرض المرأة المنتجة في حياكة الصوف والكروشيه، وعرضت أنواعا من المشغولات اليدوية، وأشارت إلى ضرورة الاهتمام بالأعمال اليدوية بطريقة مغايرة أحيانا، إذ يمكن تقديمها كصدقة لبعض المرضى في المستشفيات أو حتى إعطائها كهبة لبعض الجمعيات الخيرية»، وهو ما يصنع الفارق بالنسبة للحرفية. تعد السيدة إيناس من الحرفيات القديمات اللواتي أتقن فن «الكروشي» وطورت «أكسسوارات» كثيرة بذات الفن اليدوي، الذي تؤكد أنها تتقنه منذ 40 سنة، وهوما جعلها تؤكد كذلك أن فن «الكروشي» له تقنيات إبداعية لا بد من فهمها ثم الشروع في عمل الكثير من الأمور الإبداعية حسب الذوق، «ولكن هذا لا يعني أنه فن صعب إتقانه، بالعكس تماما، يكفي فقط التركيز في تلقي مهاراته لتتمكن المتعلمة من إطلاق العنان لمخيلتها وصنع العديد من القطع الفنية الرائعة»، تقول السيدة إيناس في حديثها مع «المساء». وتوضح الحرفية التي لم يفارق الخيط والإبرة الخاصة ب»الكروشي» يديها وهي تتحدث إلينا، قائلة أن إتقانها لحرفة والدتها منذ الصغر وتفوّقها في صناعة «الكروشي» بخيوط الصوف والحرير، جعلها تغير على حرفتها وتقوم بإعطاء دورات تدريبية لكل الراغبات في تعلم هذا الفن الراقي من الحرف اليدوية مجانا، سواء خلال ورشات العمل التي تقدمها في منزلها أو في الجمعيات الخيرية أو خلال معارض خاصة. مشيرة إلى أنها تشارك لأول مرة في معرض المرأة المنتجة المنظم مؤخرا ببلدية بومرداس، وأن مشاركتها تلك كانت وليدة الصدفة، «حيث طلبت مني رئيسة الاتحاد العام للنساء الجزائريات فرع بومرداس، المشاركة في معرض المرأة المنتجة ونحن في المواصلات، إذ رأتني منهمكة في الحياكة وأنا ممسكة بالإبرة الخاصة والخيط الحريري، فاقترحت علي المشاركة، وهي الفكرة التي راقتني كثيرا، وأنا هنا اليوم لأورث صنعة الجدات للأجيال اللاحقة، تماما مثلما فعلت أمهاتنا. كما أني أؤكد أن ‘صنعة اليد حبيبة مولاها' كما يقول المثل الشعبي عندنا، ما يجعلني ألفت نظر النساء الماكثات بالبيت إلى أهمية تعلم صنعة معينة، علها تفيدهن يوما في تحقيق دخل مادي لتحسين أوضاعهن المادية». وأوضحت الحرفية أن صناعة «الكروشي» فن إبداعي له جماله وخصوصيته وصعوبته أيضا، إذ أضحى يرتبط اليوم بجميع ما يخص موضة السيدات التي تحدد ألوان الخيوط التي يستخدمنها في تصاميمهن من خيوط الحرير أوالقطن أوالصوف، وتشير إلى ان طلبات الزبونات كثيرا ما تتيح لها فرصة الابتكار والإبداع. وأشادت بجهود القائمين على معرض المرأة المنتجة، الذين أسهموا بشكل فاعل في إبراز ورعاية الحرف اليدوية وإفساح المجال أمام الحرفيين والحرفيات للإقبال على هذا الفن الأصيل وحمايته من الاندثار. كما تؤكد الحرفية بقولها «أشارك اليوم في هذا المعرض لتوجيه نداء للمشاركات والزوار، أنه علينا التفكير في المرضى بالمستشفيات، خاصة القادمين من ولايات بعيدة، وكذلك التفكير في المعوزين بأن نتصدق ببعض المشغولات اليدوية التي نصنعها بأيدينا».