تعتبر احتفالية رأس السنة فرصة للتقارب بين أفراد العائلة والأصدقاء عن طريق تبادل الهدايا، وككل سنة يحاول مركز ثقافة وفنون تقديم الجديد بتوفير فسيفساء من الصناعة التقليدية لتقديمها في هذا اليوم المميز. وقفت ”المساء” على صالون الصناعة التقليدية الذي انطلقت فعاليته في 25 ديسمبر، لتتواصل إلى غاية 5 جانفي المقبل، المنظم تحت شعار ”هدايا نهاية السنة”، حيث أشار السيد علي مسعدية، المكلف بالفنون التشكيلية، لدى مؤسسة فنون وثقافة، أن هذا المعرض جاء في إطار البرنامج السنوي للمؤسسة بهدف عرض مجموعة من الصناعات التقليدية لكي يتسنى للجمهور اقتناء هدايا جميلة ذات قيمة معنوية، باعتبارها أعمالا يدوية لمجموعة من الحرفيين في السيراميك، الرسم على الزجاج، الألبسة التقليدية، النقش على الخشب، والحلي... وأكد السيد مسعدية أن هذه المبادرة من شأنها أن تعطي الاعتبار لهذه الحرف التي تعكس التراث الوطني وتزيد من جمالها اللمسات الفنية للحرفيين، سواء المتخرجين من المدرسة العليا للفنون الجميلة أو الهواة أصحاب المواهب في صناعة تقليدية معينة، كما أنها فرصة للإحتكاك بالجمهور. جديد المعرض، حرفة حديثة نوعا ما يمارسها الفنان فريد عترون وهي تركيب الأحجار بصفة فنية حيث قال: أن المعرض فرصة للتعريف بحرفته التي يعشقها ويمارسها منذ قرابة 12 سنة إلا أنه لم يشارك في المعارض إلا خلال الأربع سنوات الأخيرة، أين بدأ العديد من محبي الفنون الحديثة يعطون الأهمية لهذا الفن الفريد باعتبارها لغة تعبير جديدة. تصاميم عترون، حافظت على الجمال الطبيعي لما خلقه الله، بحيث جعل من الحجارة بشكلها الخام وبمختلف ألوانها وأحجامها، تحفة فنية سرت أنظار زوار المعرض الذين لم يترددوا عن شرائها أو أخذ صور تذكارية نظرا لجمالها الكامن في بساطتها. وفي هذا الشأن قال الحرفي أن حبه الكبير للبحر والمحيط الأزرق، وكل ما يتعلق به من حجارة، أسماك وضربات الأمواج الصاخبة على الصخور وإنطوائها الهادئ على الرمال جعله يجمع هذه الحجارة على شكلها مع دمجها فيما بينها عن طريق سائل لاصق لتكوين قطع فنية رائعة الجمال، أقبل عليها الصغير والكبير لبساطة بعضها وتعقيد بعضها الآخر وهي تعكس نوعا من الغموض لمن يتأملها. ولهذا يسعى لإيضاحه للزوار. وعن شكلها البراق واللامع الذي حافظ عليه يقول الحرفي: ”من المعروف أن الحجارة فور خروجها من الماء وتعرضها لبعض العوامل كأشعة الشمس والرياح، تفقد بريقها وتوهج لونها الغامق الجميل”، لهذا أعمل على إعادة تلميعها بمواد طبيعية مدمجة مع بعضها وطلاء سطحها وتركها تجف. وعن أسعار هذه التحف يقول الحرفي أنه بمناسبة احتفالية نهاية السنة يحاول أن تبقي أثمانها معقولة حيث تتراوح بين 300 دج و4000 دينار للتحف الكبيرة، وذلك لتمكين الجمهور من اقتنائها وتقديمها كهدايا بسيطة ورمزية. ويأمل الحرفي أن يشارك في المعارض الدولية لكي يتمكن من تبادل التجارب بين فنانين في نفس الحرفة لتوسيع أفق الإبداع وتعلم تقنيات جديدة.