بالأمس انتهت الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل 2014، في ظروف هادئة على العموم، عكس ما كان يأمله ويتمناه البعض، الذين راهنوا على الشارع، وذلك بفضل وعي الجماهير الشعبية، التواقة للأمن والاستقرار اللذين هما أساس كل نهضة اقتصادية والحافز الرئيسي لجلب الاستثمارات الأجنبية، والتي تأبي أن تكون وقودا لنار الفتنة التي تغذيها أطراف داخلية وأجنبية، انطلاقا من التجارب والمحن التي مر بها شعبنا خلال سنوات المأساة الوطنية، وما يشاهده اليوم عبر الفضائيات من أحداث دامية وانفلات أمني، وتخريب للبنية التحتية، في الدول العربية التي عصفت بها رياح ما سمي ب«الربيع العربي". لقد أثبت الشعب الجزائري أنه متشبع بالروح الوطنية التي تنأى به عن أي انزلاق يؤدي إلى العنف والفوضى والتخريب، وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تحيط بالجزائر والأحداث التي تعرفها دول الجوار والمحيط الإقليمي والدولي. هذا الشعب الذي رفع شعار المصالحة من أجل تحقيق السلم والاستقرار، رغم ما ألم به من آلام وجراح، وآثر الجزائر عن نفسه، ألا يكون جديرا يوم الاقتراع (17 أفريل) بأن يكون اختياره سيدا، وكلمته هي العليا؟ هذا الشعب الذي ما صدق أنه خرج من محنة عميقة دفع ثمنها فلذات أكباده، فما من عائلة إلا ودفعت الثمن بشكل من الأشكال، يريد بعض المشككين أن يرموا به ثانية في أتون أزمة أخرى قد لا تبقي ولا تذر، تأتي على الأخضر واليابس وتعيدنا إلى مربع الصفر، والاستجداء بالخارج وطلب المعونة من مستعمر الأمس. إن شعبنا لقادر على تفويت الفرص على كل الذين يسعون إلى إشاعة الفوضى، والتشكيك في نزاهة الانتخابات لأن المنطق يقول: إن الشعب سيختار البرنامج الذي يكون قادرا على تحقيق الأمن والاستقرار، ويملك من المقومات ما يؤهله إلى الوفاء بتعهداته.