عبرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في بيان أصدرته عقب اجتماع استثنائي لمكتبها الوطني، عقد أول أمس، برئاسة الدكتور عبد الرزاق قسوم، خصص لدراسة الأوضاع في غرداية والاستماع لوفدها العائد من المنطقة، عن ألمها لما يحدث في هذه الولاية من فتنة وصراع، أفضى إلى سقوط الأرواح وانتهاك الحرمات والاعتداء على المقدسات والأملاك، مجددة عزمها على بذل المزيد من المساعي بالتعاون مع كل العقلاء والخيرين من أجل تطويق الأزمة البيان ذكّر بسمو الأخوة الإسلامية والروابط الدينية واللحمة الوطنية التي تجمع بين الجزائريين، مستحضرا مقولة العلامة ابن باديس رحمه الله "ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان"، كما أكدت الجمعية في بيانها على حرمة الدماء، محذرة مما يترتب عن ذلك من تراكم للأحقاد واتساع رقعة الفتنة، داعية إلى وضع حد للاعتداءات والتجاوزات وفي أسرع الآجال. كما أدانت الجمعية كل التجاوزات اللفظية والفعلية وترويج الشعارات التي تؤجج نار الفتنة والتضييق على المتسببين فيها، محذرة في ذلك من أي تراخ أو تهاون في معالجة الفتنة لأن ذلك سيسمح، حسبها، للمتربصين بتحقيق مآربهم. من جهة أخرى، دعت الجمعية رجال الإعلام لأن لا يكونوا معول هدم بالتهييج وإثارة العصبيات والحساسيات وأن يساهموا في استتباب الأمن والوئام وفي تهدئة الأوضاع ومسح الجراح. أكدت الجمعية أيضا على الدولة ضرورة فرض الأمن لحماية الأرواح والممتلكات وتطبيق القانون بكل صرامة وشفافية وعدل وتدعو كذلك أبناء غرداية إلى الحيطة والحذر لتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين بالجزائر كلها لزرع بؤر التوتر وبالتالي تفكيك الوطن كما تضع يدها على يد المخلصين الساعين إلى الإصلاح ووأد الفتنة ورأب الصدع إلى أن يتحقق الخير وينجبر الكسر بحول الله عز وجل. في ختام بيانها وبمناسبة الاستحقاقات الرئاسية، دعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشعب الجزائري إلى تفادي الانزلاقات وتجنب الفتن لضمان سلامة الوطن والعباد.