دعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كافة المواطنين إلى ضرورة المحافظة على وحدة الوطن وأمنه وضمان سلامته، والعمل من أجل نهضته الشّاملة في ظل احترام حقوق الإنسان وحرياته. وأكدت الجمعية أمس في بيان لها تلقته "المساء" يحمل توقيع رئيسها عبد الرزاق قسّوم، في إطار اجتماع المكتب الوطني الموسّع إلى الهيئة الاستشارية العليا يوم الأربعاء الماضي، أنّ الواقع اليوم يستدعي من الخيّرين وأصحاب العقول النيّرة مزيدا من الحكمة والتعقّل والصبر في مجابهة التحديات والأزمات، للحفاظ على المكاسب الاستراتيجية للوطن. وحذّرت، بالمناسبة، من أي انزلاق أو تصرّف غير مسؤول من شأنه أن يجر البلاد إلى التفرقة والفتنة وتمزيق وحدة الصف الوطني، مجددة حرصها على الالتزام بعدم الانحياز إلى جانب فريق دون فريق آخر؛ قناعةً بمبدأ التعاون مع كل من يخدم مصلحة البلاد والعباد، وفق مبادئ الأمة وثوابتها. كما أشارت إلى أنّها لا تحجر على أيٍّ من أعضائها في التعبير عن رأيه من دون أن يُلزمها؛ باعتبارها هيئة رسمية مستقلة. وبخصوص الأحداث الأليمة والمحزنة في مدينة غرداية، جدّدت جمعية العلماء المسلمين أنّها كانت متابعة لها، وأعلنت سابقا عن موقفها الرسمي في ذلك بكل وضوح، ما من شأنه أن يدعّم الوحدة والتعايش بين أبناء الوطن الواحد، ويؤكد حرمة سفك الدماء وإتلاف الممتلكات، معلنة عن وقوفها الدائم من أجل لمّ الشمل ورأب الصدع وإحلال التوافق والسلم في ربوع الوطن. وذكّرت الجمعية بوجوب توحيد كافة الجهود لاستعادة الهدوء والطمأنينة لمنطقة غرداية، مطالبة المواطنين لاسيما الشباب، بتفويت الفرصة على المتربصين بوحدة الوطن، وعدم الانسياق خلف دعوات التفرقة والصراع. كما نوّهت بجهود السلطات الأمنية، التي سعت منذ بداية هذه الأزمة، إلى توفير الأمن والتكفل بالاحتياجات المادية والمعنوية، الكفيلة بإزالة أسباب الفتنة وإعادة الصلح بين شباب المدينة.