أكد المشاركون في اللقاء الدولي حول الاتصال في استراتيجيات تسيير المخاطر المنعقد أمس، بقاعة علي معاشي بقصر المعارض، الصنوبر البحري، على ضرورة وضع استراتيجية وطنية لتسيير المخاطر وإشراك المواطن في العملية من خلال إرساء ثقافة في هذا المجال· وأوضح المتدخلون الممثلون للحماية المدنية وشركة سوناطراك ومكتب الخبرة الصناعية، أن المشكل المطروح في الجزائر يكمن في غياب استراتيجية موحدة بين مختلف المؤسسات التي تملك كل واحدة استراتيجية خاصة بها وغياب ثقافة تسيير المخاطر من قبل المواطن، مؤكدين على دور وسائل الإعلام في التحسيس والاتصال من خلال الاستفادة من التجربة الأجنبية في هذا المجال· وحسب الخبير في المخاطر الصناعية رئيس مكتب الخبرة الصناعية السيد لطفي حلفاوي، فإن المشكل يكمن أيضا في غياب قانون تسيير الخطر مثلما هو معمول به في فرنسا وعدم التجانس بين القوانين وما يطبق في الواقع، فضلا عن التعتيم الإعلامي وغياب الاتصال رغم أن مسؤولية تسيير المخاطر هي مسؤولية الجميع بما فيها إشراك المواطن باعتباره معني بالدرجة الأولى بالتحسيس· وأعطى المتحدث مثالا عن غياب الاتصال حول استراتيجية تسيير المخاطر وكيفية التعامل معها بما حدث في مدينة سكيكدة وزلزال بومرداس حيث كان رد فعل المواطنين الفزع والهروب· واعتبر المتحدث اللقاء الدولي فرصة لتحديد استراتيجية وطنية والاستفادة من التجارب الأجنبية في هذا الميدان كون المشكل هو مشكل اتصال وليس مشكل صناعة· وفي هذا السياق أكد العقيد بالحماية المدنية علي غلال، أن مصالحه باشرت برنامجا لتحسيس من المخاطر وكيفية تسييرها بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية فضلا عن مخططات استعمالية مست كل القطاعات منها الموانئ والمستشفيات من خلال عمل يومي ومتواصل لخلق ثقافة مخاطر· من جهته أشار العقيد جلول قنيفي، أن الاتصال يجب أن يستهدف المواطنين من خلال تنظيم لقاءات والسماح لهم بمعرفة الخطر من أجل حسن التصرف في حالة وجود أزمة· أما الخبراء الأجانب من فرنسا، إيطاليا وكندا فاستعرضوا تجارب بلدانهم في مجال تسيير المخاطر والتشريعات التي تنظم هذا المجال من أجل الاستفادة منها، كما أوصى بذلك الملتقى الذي نظم في مارس الماضي بحاسي مسعود· وقد عرضت السيدة مريام ميراد التجربة الفرنسية التي يسيرها قانون الخطر الصادر في جويلية 2003 ومختلف الهيئات والأشكال الموجودة في هذا الميدان، مؤكدة على مسؤولية كل طرف خاصة المواطن كما تبيّن ذلك للرأي العام الفرنسي بعد الكوارث التي حدثت منها حادثة تولوز في 2003· أما السيد سيكستو فارسيا جوزي من معهد علوم الاتصال بجامعة سانتياغو الإسبانية، فأكد على دور وسائل الإعلام في تنوير المواطن وتوعيته بالمخاطر وكيفية تسييرها، مشيراً إلى أنه رغم ما تقدمه مكاتب الاتصال من معلومات في هذا المجال عبر الأنترنت فإن ذلك لا يكون فعّالا باعتبار أن المتحصل على هذه المعلومات عبر شبكة الأنترنت لا يعيرها اهتماما كبيراً اعتقادا منه بأنها لا تعنيه. *