أعلنت مؤسسة »مفدي زكرياء« أمس بالجزائر عن تنظيم يوم دراسي حول النشيد الوطني »قسما« يوم 3 جويلية القادم وذلك في إطار فعاليات الاحتفال بمرور قرن على ميلاد شاعرالثورة التحريرية مفدي زكرياء وأكد رئيس المؤسسة وإبن الشاعر السيد سليمان الشيخ في ندوة صحفية بالمركز الثقافي »عيسى مسعودي« بالاذاعة الوطنية أن هذا اليوم الدراسي يهدف الى المساهمة في "تسليط الضوء على الخلفية التاريخية لنظم وتلحين النشيد قسما " الذي كتب نصه الشاعر مفدي زكرياء سنة 1955 . وأوضح السيد الشيخ ان هذا اللقاء يتضمن محاضرات سيتم من خلالها التطرق الى الظروف التي أحاطت بميلاد نشيد »قسما« ومختلف التلاحين التي عرفها الى جانب التطورات والأحداث المتعلقة به لاسيما ما بعد الاستقلال. كما أضاف المتحدث أنه سيتم في هذا اليوم الدراسي الذي يرمي كذلك الى المساهمة في كتابة تاريخ النشيد وإثراء الذاكرة الجماعية للشعب والوطن الى تحليل محتوى نص النشيد الوطني. وإغتنم السيد الشيخ هذه الندوة للتذكير ببعض النشاطات التي قامت بها المؤسسة منذ بداية السنة الجارية والمندرجة في اطار الاحتفال بمرور مئة سنة على ميلاد الشاعر مفدي زكرياء والمتمثلة في الملتقى الدولي حول الشاعر ( 11 ديسمبر 2007 ) الذي تعد أعماله في صدد الاصدار على شكل مطبوعة. وذكر أيضا بالفيلم الوثائقي حول حياة مفدي زكرياء الذي أخرجه سعيد عولمي، مشيرا الى أنه سيتم عرضه يوم 5 جويلية بقاعة السينما »الجزائرية« بالعاصمة. وعن المشاريع المستقبلية للمؤسسة، أعلن السيد الشيخ عن اعادة قريبا طبع "مجموعة الدواوين الشعرية" اللهب المقدس" و" أمجادنا تتكلم" و"إلياذة الجزائر و" تحت ظلال الزيتون" و"وحي الأطلس". كما سيتم إصدار يضيف المتحدث بعض القصائد من ذات الدوانين على شكل أقراص مضغوطة بصوت الشاعر. وأضاف السيد الشيخ ان مؤسسته عاكفة على جمع الانتاج النثري للشاعر مفدي زكرياء والمتضمن دراساته ومحاضراته ومقالاته الصحفية التي تبقى كما قال جانبا مجهولا من أعماله وهذا بغية التعريف بها إلى الجمهور، مشيرا الى إصدار قريبا طابعا بريديا خاص بالنشيد "قسما". وفيما يخص الجانب الموسيقي، أشار السيد الشيخ الى أنه سيتم تلحين 30 مقطعا من ديوان "إلياذة الجزائر" من طرف ملحنين جزائريين تحت الاشراف الفني للوزير السابق لمين بشيشي، مؤكدا ان هذه المبادرة ستنجز في أواخر شهر أكتوبر القادم. وفي سياق آخر، عبرالمتحدث عن رغبته في استرجاع بيت والده المتواجد ببلدية القبة والذي عرف كما أوضح نشاطا وطنيا إبان الثورة التحريرية وبيع من طرف السلطات الفرنسية الاستعمارية بعدما أن ألقي عليه القبض. وأعلن المتحدث أنه يرغب في استرجاع هذا البيت بغية تحويله إلى متحف تاريخي خاص بشاعر الثورة التحريرية صاحب نشيد "قسما". للإشارة ولد مفدي زكرياء الذي اسمه الحقيقي زكري بن سليمان الشيخ سنة 1908 ببني يزقن بولاية غرداية حيث بدأ دراسته وحفظ القرآن وتعلم قواعد اللغة العربية قبل أن يلتحق سنة 1920 بالبعثة العلمية الميزابية في تونس ليواصل دراسته ويتخرج سنة 1926 من جامع الزيتونة. وبدأ الشاعر نشاطه الأدبي حسب سيرة ذاتية وزعت للصحافة سنة 1921 حيث ساهم في إنشاء مجلة"الوفاق" للبعثة الميزابية نشر فيها مقالات وقصائد والتحق سنة 1926 بالحركة الوطنية في تونسوالجزائر فكان فيها »مناضلا فعالا امتاز بنشاطه الأدبي والفكري ونضاله السياسي وذلك في مختلف الحركات الشبانية«. والحتق بصفوف جبهة التحرير سنة 1955 حيث واصل نضاله ونشاطه الوطني واعتقلته السلطات الاستعمارية سنة 1956 والتحق بعد اطلاق سراحه بالغرب ثم تونس لمواصلة نضاله. ورجع إلى الجزائر عند الاستقلال ثم بقي متنقلا بين المغرب وتونس مواصلا نشاطه الأدبي إلى أن وافته المنية بتونس يوم 17 أوت 1977 ووري التراب بمسقط رأسه بني يزقن تاركا تراثا أدبيا معتبرا يشمل قصائد وطنية وحتى قصائد بالشعر الملحون علاوة عن مقالات صحفية. (واج)