انفرد لخضر لغويزي بموهبته في الرسم على مستوى عائلته، لم يجد من يعتمد عليه لتشجيعه، إلا أن شغفه بهذا الفن جعله يحتك بكبار الرسامين، ليصبح من خيرة الفنانين في الفن التشكيلي. بدأ لخضر وهو صغير ب"الخربشة” على الأوراق والحيطان كغيره من الأطفال في سنه، فكان يحولها إلى لوحات تشكيلية، ويتلقى التوبيخ والعتاب من طرف والديه بسببها ليقتنعا بعدها أن عليهما توفير كل المستلزمات وتشجيعه قصد البروز، ومن هنا دخل الفنان عالم الرسم والفن التشكيلي من بابه الواسع. مكنته مرونته وذاكرته القوية من حفظ وتخزين أبسط تفاصيل الطبيعة التي يعيد رسمها على لوحاته بسرعة فائقة وسلاسة حين تلاطف فرشاته قماش اللوحة لتكون النتيجة في غاية الجمال والدقة. احتك لخضر خلال مسيرته الفنية بالعديد من كبار الفنانين المحليين الذين تبنوه وعلموه مختلف تقنيات الرسم وقواعد الألوان وكيفية مزجها وتطبيقها وتوظيفها في لوحاته بكل احترافية. كما انضم إلى جمعية مختصة في الرسم ببلدية حسين داي، حيث تلقى دروسا تدعيميه مكنته من تطوير موهبته رفقة أساتذة وصفهم بالخبراء. 10 لوحات تشكيلية ناجحة مثلت انطلاقته ومنحته الشهرة في ساحة الفنون التشكيلية، حيث شارك بها في العديد من المعارض المشتركة وقام ببيع معظم أعماله فور التفرغ من رسمها، بسبب كثرة الطلب عليها، مما ساهم في عدم تمكنه من جمع عدد كاف منها لتنظيم معرضه الخاص. بعدها التحق الرسام بجمعية ثانية تابعة للمدرسة العليا للفنون الجميلة، درس خلالها تقنيات جديدة رست به في ميناء الفن التشكيلي والألوان الزيتية، على غرار الخط العربي، مرورا بالرسم بالقلم، ثم ألوان الباستيل، فالألوان المائية، ليجد بعدها راحته في الألوان الزيتية، حيث قال ل"المساء”: ”يصعب علي وصف الراحة التي أشعر بها، حين أسترخي أمام لوحة القماش البيضاء لأنطلق في رسم طبيعة معينة، فهذه الراحة تجعلني أسافر من العالم الحقيقي وأنتقل لأعيش داخل الصورة التي أنا بصدد رسمها”. كان أول فنان عمل برفقته هو مصطفى بن كحلة، وبفضل تناسق أعمال الفنانين شاركا في معارض وطنية مشتركة كانت لوحاتهم المنصوبة متناغمة فيما بينها، إلى جانب مشاركتهما في مسابقات ومهرجانات عديدة. أهم محطة بالنسبة للفنان لخضر؛ مهرجان الفنون التشكيلية سنة 2007، بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال 5 جويلية، حيث عرفت لوحاته رواجا كبيرا، مما جعلها تنتقل إلى مختلف الدول الأوروبية، على غرار فرنسا وإنجلترا وألمانيا. آخر معرض نظمه لخضر مؤخرا في رواق مصطفى كاتب، غطته لوحات بتقنية السكين، حيث أراد الانتقال من الرسم البسيط إلى الرسم الذي يبدو أنه ثلاثي الأبعاد، استعمل فيها مختلف الألوان التي وصفها بالمتوحشة. من أهم الفنانين الذي تأثر بهم لخضر وأعاد رسم بعض أعمالهم محاولا احترافها محمد راسم ودينيه، إلى جانب ايسياخم، إلا أن دقة الفنان زياني وروعة أعماله جعلت لخضر يعجب بأعماله ويعتبره مدرسة، لاسيما أنه فنان لم يلتحق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، إنما جمال لوحاته نسجت من تحديه وإرادته للتفوق دون مساعدة أحد في عالم الفن التشكيلي، وقال لخضر في هذا الخصوص بأن زياني في حد ذاته مدرسة، وهو الذي أصبح يكون أجيالا من الفنانين المعاصرين بفضل الأعمال التي يخلفها. يدير الأستاذ لخضر لغويزي منذ سنتين، ورشة تكوينية في الفن التشكيلي بمختلف طبوعه وتقنياته، تضم أكثر من 30 تلميذا، ويتزايد عددهم سنويا، الأمر الذي يعكس شغف وحب المجتمع الجزائري لفن الرسم، حسبما أشار إليه، مضيفا أنه رغم الصعوبات التي يتلقاها البعض من المتكونين، إلا أن صبرهم وإصرارهم على الاحترافية يجعلهم يتفوقون في أعمالهم، وهي فرصة للبروز في مجال الفن.