لا يزال سكان منطقة ابن طلحة ببراقي ينتظرون تدخل السلطات المحلية لتحسين الظروف المعيشية والاستجابة للانشغالات المطروحة منذ سنوات، خاصة ما تعلق منها بتوفير المرافق ذات الطابع الاجتماعي، الثقافي والرياضي التي يبقى الشباب في حاجة ماسة إليها لقضاء أوقات فراغهم والابتعاد عن الآفات الاجتماعية. وفي هذا الصدد، أوضح بعض سكان ابن طلحة ل”المساء” أن منطقتهم التي استعادت الأمن والاستقرار تواجه نقصا كبيرا فيما يخص المرافق الجوارية التي يحتاجها المواطنون الذين تزايد عددهم بصفة ملفتة للانتباه في السنوات الأخيرة، حيث ذكر أحدهم أن سكانها يطمحون إلى أن تتحول إلى بلدية مستقلة بذاتها، بسبب ارتفاع كثافتها السكانية وتجاهل السلطات المحلية لبراقي للنقائص التي انعكست سلبا على سكانها. واستدل أحد المشتكين عن جملة النقائص بوضعية بعض الأحياء التي لم تلتفت إليها مصالح بلدية براقي ولم توجد حلولا لمختلف المطالب المطروحة منذ سنوات، رغم تعاقب العديد من الأميار على تسييرها، مشيرا في هذا الصدد إلى الاكتظاظ الذي تواجهه المؤسسات التربوية وعدم استفادة المنطقة من مدارس إضافية، بعد ارتفاع كثافتها السكانية، مؤكدا أن تلاميذ مدرسة ابن باديس، مثلا، يدرسون في ظروف غير مناسبة بسبب الاكتظاظ وخطر الطريق المحاذي للمدرسة الذي أصبح هاجس الأولياء، نتيجة غياب الممهلات والحاجز الحديدي الذي يفصل المدرسة عن الطريق الذي يعبره الأطفال عدة مرات في اليوم. وفي هذا الصدد، أشار سكان المنطقة إلى أن المؤسسات المتوفرة بالحي لم تعد قادرة على استيعاب عدد المتمدرسين، خاصة بعد أن التحق سكان جدد بالمنطقة، كما يضطر تلاميذ المرحلة الثانوية إلى الذهاب إلى غاية مؤسسة وسط براقي من أجل الدراسة، في الوقت الذي لا يزال تلاميذ المتوسط بحاجة إلى مؤسسات إضافية لحل مشكل الاكتظاظ. على صعيد آخر، ذكر أحد سكان ابن طلحة ل”المساء” أن المنطقة تفتقر إلى خدمات صحية لائقة، بسبب وجود مركز صحي وحيد يغلق أبوابه في حدود الساعة منتصف النهار ونصف ويقدم خدمات وعلاجا أوليا، كما يفتقر إلى أبسط المعدات والأجهزة الضرورية، بما في ذلك سيارة .إسعاف للتكفل بالحالات الاستعجالية، فضلا عن الغياب المتكرر للطبيب المناوب بالمركز، حيث يقتصر دور هذه المؤسسة على تقديم اللقاحات للأطفال فقط، مما يضطر المرضى إلى قطع مسافات طويلة إلى غاية وسط بلدية براقي لتلقي العلاج. من جهة أخرى، طالب المتحدثون القائمين على شؤون البلدية بالسعي إلى توفير مرافق ذات طابع ثقافي ورياضي للشباب الذي يواجه مشكل البطالة والفراغ، من خلال إعادة تهيئة ملعب ابن طلحة الذي يواجه الإهمال رغم أهميته في إنعاش الحركة الرياضية التي تعرف ركودا، على غرار النشاطات الثقافية الغائبة تماما. وفي سياق متصل، لا يزال سكان ابن طلحة ينتظرون نصيبهم من مشاريع مختلفة، منها سوق يومية يقتنون منها حاجياتهم اليومية من خضر وفواكه، عوض انتظار التجار المتنقلين أو أصحاب المحلات الذين يرفعون الأسعار مستغلين فرصة غياب سوق منظمة وحاجة المواطنين.