لا يزال انعدام التهيئة والمرافق الضرورية، يشكل أهم انشغالات سكان حي بن طلحة ببلدية براقي، فالحي الذي تكبد بالأمس خسائر بسبب همجية الإرهاب، يتطلع اليوم إلى عهد أفضل وينتظر تجسيد برامج تنموية لتحسين الإطار المعيشي للمواطن، فإلي أي مدى تحقق البرنامج؟ يعد حي بن طلحة ببلدية براقي من أكثر الأحياء السكنية من حيث المساحة والكثافة السكانية، وقد توقفنا من خلال الزيارة التي قادتنا إلى الحي على عدة نقائص أثرت سلبا على الحياة اليومية للمواطن.
الحي يغرق في الأوحال ومن بين الانشغالات التي طرحها السكان انعدام التهيئة، فالاوحال المتراكمة بالطرقات الترابية أصبحت ديكورا يميز الأحياء شتاء، فيما تتحول في الصيف إلى مصدر للغبار المتطاير، الأمر الذي أدى الى إصابة اغلبية السكان بأمراض الربو والحساسية، أما الطريق الرئيسي المؤدي الى مدخل الحي، فيشهد عملية توسيع. المرافق الصحية والتعليمية دون المستوى وحتى المركز الصحي الوحيد يفتقر إلى أبسط المعدات والأجهزة الضرورية، بما في ذلك سيارة إسعاف للتكفل بالحالات الاستعجالية، هذا فضلا عن الغياب المتكرر للطبيب المناوب بالمركز، فدور المركز حاليا هو تقديم اللقاحات للأطفال فقط. أما بخصوص التعليم، فإن الحي يضم ثلاث مدارس ابتدائية لم تعد قادرة على استيعاب عدد المتمدرسين، خاصة بعد أن أنجز حي 700 مسكن الجديد، إضافة الى الموقع الجديد للشاليهات، الأمر الذي أدى الى تمدرس 50 تلميذا في القسم الواحد. أما الطورين الثانوي والاكمالي، فأمل التحسن لاح في الأفق بسبب تقدم أشغال انجاز ثانوية بن طلحة التي ستعمل على التخفيف عليهم.. علما أنهم يلتحقون حاليا بثانوية وسط براقي، في الوقت الذي يظل فيه مشروع انجاز إكماليتين مجهول المصير، هذا المشروع الذي صرح به المسؤولون في العهدة السابقة، ولم نتمكن من الاستفسار عنه مع المجلس البلدي الحالي لانشغال الأعضاء. البطالة والفراغ يحاصران شباب بن طلحة ولئن كان هذا واقع الصحة والتعليم، فإن واقع الشباب لا يخرج عن هذا النطاق، حيث عبر لنا هؤلاء عن الفراغ الذي يطبع يومياتهم، فرغم إنجاز ملاعب جوارية بالحي، فإن الحركة الرياضية والثقافية تعرف ركودا كبيرا، وإن كان أمل الشباب الاستفادة من طاولة في الأسواق الجديدة ب 700 مسكن وبحي محمودي، إلا أن ذلك لم يتحقق وفرحتهم لم تكتمل، لكون السوقين مهجورين تماما وتعرضا للسرقة والتخريب بعد أيام قليلة من تدشينهما. من جهتنا، حاولنا التقرب من المسؤولين بالبلدية للاستفسار عن المشاريع الموجهة لابن طلحة والتي خصص لها مبلغ 22 مليار سنتيم، إلا أننا لم نتمكن من ذلك بسبب انشغالات المجلس البلدي الجديد، الذي يبدو أنه لم يترب أوراقه بعد ولا تزال الصلاحيات متشابكة ومتداخلة!