تحتفل دار الثقافة ”مولود معمري” بولاية تيزي وزو يومي 23 و24 أفريل الجاري باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف تحت شعار ”ترجمة الكتاب ومهامه المختلفة”، وستخلّد خلاله مديرية الثقافة لتيزي وزو ذكرى الأديب الراحل بوخالفة بيطام والكاتب والصحفي سعيد إسماعيل. ينظم القائمون على الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، معرضا للكتاب يضم كتبا بمختلف عناوينها وأخرى مترجمة، فيما تحتضن مكتبة دار الثقافة ”مولود معمري” ورشة للترجمة، مع تنظيم مسابقة في الترجمة لفائدة تلاميذ إكمالية تحت إشراف المترجمة توات طاوس. ويتخلّل برنامج التظاهرة إلقاء جملة من المحاضرات بقاعة المسرح الصغير بدار الثقافة، منها ”الأعمال المترجمة نحو الأمازيغية، تجربة يجب الحفاظ عليها”، ”الترجمة هل هي نوع من الخيانة؟”، ”حدود المترجمين” و«حقوق الكتّاب مقابل ترجمة مؤلفاتهم” ومحاضرة أخرى ”هل لدينا إستراتيجية ترجمة للكتب الجامعية”، إضافة إلى تنظيم مائدة مستديرة تحت عنوان ”مكانة الكتاب المترجم في المجتمع الإعلامي”. كما سطّرت مديرية الثقافة بالمناسبة برنامجا لتخليد ذكرى كل من سعيد إسماعيل وبوخالفة بيطام بقاعة المسرح الصغير، حيث سيتم عرض مسيرة وحياة كلّ واحد منهما، مع تقديم شهادات من طرف عائلاتيهما وأصدقائهما، لتختتم التظاهرة بتوزيع الشهادات على المشاركين وجوائز لثلاثة أحسن أعمال مترجمة، مع إطلاق مسابقة ”الجائزة الكبرى مولود معمري”. للتذكير، الأديب بوخالفة بيطام الذي أنجبته قرية ثاوريث ميمون سنة 1920، صاحب مجموعة روايات، حيث كانت أوّل رواية كتبها سنة 1980 تحمل عنوان ”ثادرث أوفلى”، تليها سلسلة من الروايات منها؛ ”مريم”، ”طريق الحرية” التي أصدرها سنة 1984 وحقّقت نجاحا كبيرا وجعلت منه أديبا جزائريا معروفا، ثم رواية ”الصالحين” التي صدرها سنة 1986، ”مريم” في عام 2002 وأصدر العام الموالي رواية ”العائد” وغيرها من الأعمال الأدبية من روايات وقصص قدّمها الكاتب إلى غاية عام 2003 تحمل اسم ”اختبار فاظمة نسومر، قراءة أخرى أظهرت ابنة وزوجة” التي كانت أكثر مقروئية، حيث تناول فيها الكاتب نضال المرأة القبائلية منذ أزمنة خلت ودورها في تطوّر المجتمع القبائلي، كما تولى الراحل منصب مدير مدرسة تكوين الأساتذة بتيزي وزو، وتوفي الأديب العام الماضي عن عمر يناهز ال93 سنة، بعد صراع طويل مع المرض لتفقد بذلك الجزائر أحد أعمدة الآداب. أمّا الصحفي سعيد إسماعيل الذي أنجبته منطقة ذراع بن خدة عام 1938، فاقتحم بعد انتهائه من دراسته الثانوية، عالم مهنة المتاعب سنة 1960 بالإذاعة، وبعد وقف إطلاق النار سنة 1962، عين من طرف الولاية الرابعة التاريخية قصد تنشيط حملة الاستفتاء لتقرير المصير لدى المجلس المؤقت ببومرداس، وبعد الاستقلال عُين رئيس مركز الإذاعة والتلفزيون الجزائري سابقا بتيزي وزو، ليصبح رئيس القسم الدولي لأسبوعية ”الثورة الإفريقية”، ثم مسؤول المكتب الجهوي لجريدة ”المجاهد” بتيزي وزو، ولم يتوقّف عند هذا الحد واقتحم عالم الآداب من بابه الواسع، بعد إصداره رواية لقيت نجاحا كبيرا، تروي قصة حب بين فرنسية وجزائري في الحرب التحريرية.