احتضنت أمس، دار الثقافة “مولود معمري” بولاية تيزي وزو، يوما دراسيا حول أعمال الراحل محمد ديب، تخليدا للذكرى العاشرة لرحيل الكاتب الذي أثرى بأعماله الأدب الجزائري والعالمي، وهي من تنظيم مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو بالتنسيق مع كلية الآداب واللغات لجامعة “مولود معمري”. محمد ديب أنجبته ولاية تلمسان في ال 21 جوان سنة 1920 وعاش طفولة مأساوية، حيث توفي أبوه وهو في العاشرة من عمره، انتقل محمد ديب إلى مدينة وجدة بالمغرب ليعود بعد مدة قصيرة إلى الجزائر ليمتهن التعليم عام 1939 ثم اشتغل عام 1942 في السكك الحديدية. شغل ديب عدة مناصب منها محاسبا ثم مترجما في جيش الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية كونه يتقن الفرنسية والإنجليزية، ثم انتقل إلى تصميم الديكورات عند بعض معارفه من حرفيي النسيج بتلمسان ما بين 1945- 1947. وفي 1948 إلتقى بمولود فرعون والأديب الفرنسي ألبير كامو، وفي عام 1950 إلتحق بالصحافة فعمل في جريدة “الجزائر الجمهورية” إلى جانب الأديب كاتب ياسين، وكان يبرز في مقالاته حبه للجزائر، فاستدعته المصالح الفرنسية التي قررت نفيه لكونه تجاوز الخطوط الحمراء المسموح بها في النقد. وأصدر الراحل ديب أول رواية له “البيت الكبير” عام 1952 ونفدت طبعتها الأولى بعد شهر واحد وبعدها رواية “من يذكر البحر؟”، ثم رواية “الحريق” وتلتها روايات أخرى “إله وسط الوحشية”، “سيد القنص”، “هابيل” وغيرها، تحصل الراحل في 1963 على جائزة الدولة التقديرية للآداب برفقة الشاعر محمد العيد آل خليفة، وكان أول كاتب مغاربي يحصل على جائزة الفرانكفونية عام 1994 حيث تسلمها من الأكاديمية الفرنسية. توفي الأديب سنة 2003 بعد عطاء سخي، حيث ترك أكثر من 30 مؤلفا منها 18 رواية وخمسة دواوين وأربع مجموعات قصصية، ثلاث مسرحيات آخرها “ألف مرحى لمومس” عام 1980، إلى جانب عدد من الترجمات الأدبية إلى الفرنسية خاصة من اللغة الفنلندية.