فضحت إحدى الأسبوعيات الألمانية أمس، السلطات الفرنسية بعدما أكدت دفع هذه الأخيرة لمبلغ 18 مليون دولار من أجل تحرير أربعة صحفيين فرنسيين كانوا مختطفين في سوريا منذ حوالي عشرة أشهر. وأكدت أسبوعية "فوكيس" الألمانية، أن الإفراج عن الصحفيين الفرنسيين الأربعة الأسبوع الماضي، الذين اختطفوا منذ شهر جوان الماضي بسوريا، تم بعد أن دفعت فرنسا فدية بالملايين من اجل الإفراج عنهم. وهو الأمر الذي سارعت هذه الأخيرة إلى نفيه نهائيا، وأكدت أنها متمسكة بمبدأ رفض دفع الفدية. لكن الأسبوعية الألمانية، أكدت أن عملية دفع الفدية تمت بالعاصمة التركية أنقرة، من قبل وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان، الذي دفع المبلغ المالي للخاطفين عبر الوسيط التركي المتمثل في جهاز المخابرات. وهو ما يشكل تعارضا صارخا لكل النداءات الدولية الرافضة لدفع الفدية لأي جهة خاطفة مهما كانت، وذلك من اجل تجفيف مصادر تمويل الإرهابيين. ويبدو أن فرنسا تعدّت على هذا المبدأ وهي التي سبق ودفعت الفدية للإفراج عن عدد من رعاياها المختطفين في مختلف بؤر التوتر في العالم. ويتأكد ذلك خاصة وان الأسبوعية الألمانية، أشارت إلى أنها استقت هذه المعلومات من مصادر موثوقة مقرّبة من حلف (الناتو) أكدت أن المخبرين الفرنسيين كانوا على علم مسبق بمكان احتجاز الصحفيين الأربعة لكنهم لم يتمكنوا من تنفيذ تدخل عسكري لتحريرهم بسبب الحرب الدائرة رحاها في سوريا. وسارعت وزارة الدفاع الفرنسية، إلى نفي ذلك وقالت أن "الحكومة تفنّد قطعيا الأخبار التي نقلتها الأسبوعية الألمانية، وتجدد موقف فرنسا بخصوص مسألة تحرير الرهائن كما سبق وأكد عليه وزير الخارجية، لوران فابيوس الأسبوع الماضي". وكانت باريس وفي خضم الإفراج عن الصحفيين الأربعة الأسبوع الماضي، ذكرت أن "الدولة الفرنسية لا تدفع الفدية". وقال الرئيس فرانسوا هولاند، أن "هذا يعتبر مبدأ جد هام حتى لا يتمكن الخاطفون من تكرير فعلتهم وكل شيء تم بالمفاوضات". وكان المحقق الصحفي بالإذاعة الفرنسية "اورو1" ديدي فرانسوا، والمصور ادوارد الياس، اختطفا شمال مدينة حلب في السادس جوان الماضي، بينما اختطف كل من محقق اليومية الفرنسية "فرانس لو بوان" نيكولا هيني، والمصور المستقل بيار طوريس في 22 جوان بمنطقة الرقة. وبعد عشرة أشهر من اختطافهم عثرت عليهم دورية تركية ليلة 19 إلى 20 افريل الجاري، قرب الحدود الفاصلة بين سورياوتركيا بالقرب من مدينة اكسكال الواقعة إلى جنوب شرق تركيا.