كشفت وسائل إعلام فرنسية أمس، أن اغتيال الصحفيين الفرنسيين بشمال مالي كان سببه خلاف بين الجماعات الجهادية حول الفدية التي دفعتها باريس مقابل الإفراج عن رهائنها لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الأسبوع الماضي. وذكرت ذات المصادر، أن اختطاف الصحفيين العاملين بإذاعة فرنسا الدولية ثم اغتيالهما مساء أول أمس بكيدال شمال مالي كان له علاقة بخلاف بين الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة حول اقتسام الفدية التي دفعها المفاوضون للطرف الذي كان يحتجز الرهائن الفرنسيين الذين اختطفوا عام 2010 من مصنع اريفا بشمال النيجر. وأشارت أنه فور إطلاق سراح الرهائن واستلامهم من قبل السلطات الفرنسية اختطف الصحفيان وتمت تصفيتهما رغم أنهما كان يقومان بتحقيق صحفي منذ أيام بشمال مالي ولم تستهدفهم الجماعات الجهادية وبالتالي فالأمر له علاقة بعدم وفاء فرنسا وحتى طرف من هذه الجماعات بتعهداتها بشان الفدية وطريقة توزيعها. وكان مصدر قريب من المفاوضين النيجريين كشف أن بين عشرين و25 مليون أورو دفعت لاطلاق سراح الرهائن الفرنسيين الأربعة الذين كانوا محتجزين في شمال النيجر لدى تنظيم القاعدة منذ سبتمبر 2010. وأوضح أن هذا المبلغ استخدم لدفع مبالغ إلى الخاطفين والوسطاء الذين يتحركون على الأرض ولعبا دورا مهما للتوصل إلى اطلاق سراح المخطوفين. ولم يحدد المصدر الجهة التي دفعت الفدية إذ أن باريس أكدت أنها لم تدفع أي أموال في الوقت الذي أكدت مصادر أخرى أن مجموعة أريفا التي يعمل لديها الرهائن الأربعة هي من تكفلت بدفع الفدية. وأكدت صحيفة لوموند الفرنسية هذه المعلومات عن "مصدر فرنسي على علم بتفاصيل هذه العملية وأشارت أن أكثر من عشرين مليون اورو" دفعت مقابل اطلاق سراح الرهائن. ويسود الغموض حاليا بشأن الجهة المسؤولة عن اختطاف واغتيال الصحفيين الفرنسيين بشمال مالي، حيث لم تعلن أي مجموعة إرهابية مسؤوليتها عن ذلك.