يطالب المستفيدون من السكنات التساهمية الاجتماعية بحي 540 مسكن ببئر توتة، بعقود الملكية التي ينتظرونها منذ سنتين، بسبب تهاون الموثق وتماطله في إتمام إجراءات حصول المعنيين على عقود ملكية سكناتهم، رغم دفعهم مبلغا ماليا فاقت قيمته 60 ألف دينار عوض 40 ألف دينار، فضلا عن مشاكل أخرى لا تزال تؤرقهم كثيرا، خاصة نقص الأمن الذي أدى إلى انتشار الاعتداءات. وفي هذا الصدد، أشار بعض سكان الحي ل”المساء”، أنهم ينتظرون عقود ملكية سكناتهم منذ استلامها في سبتمبر عام 2012، لكن لم يتحقق ذلك إلى حد الآن، رغم أن الموثق وعدهم آنذاك بأن العقود ستكون جاهزة في ظرف 6 أشهر، وهو ما لم يحدث، حيث لا يزال الملف عالقا دون أن يجد المعنيون حلا يريحهم من متاعب التنقل المتواصل إلى الموثق وديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء، الذي نفى مسؤوليته نحوهم. من جهة أخرى، ذكر أحد المشتكين أن السكنات التي سلمت لأصحابها ليست في مستوى المستحقات المالية التي دفعوها مقابل الحصول عليها، إذ سلمت لهم عام 2012 في شكل ورشة لم تنته بها الأشغال، حيث أن جدران الشقق معوجة وأسقفها غير لائقة بسبب عدم جدية المقاول الذي قام بإنجازها وغياب المتابعة من قبل صاحب المشروع، وهو ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء الذي فضل تسليمها دون إتمامها بشكل لائق، مما أدى إلى إصابة المستفيدين بخيبة أمل كبيرة، خاصة أنهم قاموا بإدخال تعديلات على شققهم وإتمام الأشغال التي كلفتهم أموالا إضافية فاقت ال 120 مليون دينار بالنسبة للبعض، بسبب رداءة مواد البناء التي استعملت في تشييد سكناتهم التي تفتقر للمعايير اللائقة، في وقت تحصل المستفيدون من السكنات الاجتماعية بأحياء شبه راقية على مستوى بئر توتة وبلديات أخرى. وفي هذا الصدد، أوضح المتحدثون أن السكان وبعد ثلاث سنوات من التحاقهم بالحي، لايزالون يواجهون العديد من المتاعب، منها مشكل المياه الملوثة التي تتسرب في الطابق الأرضي للعمارات، نتيجة تدهور قنوات الصرف التي لم توصل بالشكل اللائق، كما يبقى مشكل نقص الأمن يؤرق سكان الحي الذي انتشرت به الاعتداءات التي يتسبب فيها المنحرفون من الأحياء المجاورة. وفي هذا الإطار، أشار أحد السكان إلى أن مشكل نقص الأمن بهذا الحي يعود إلى سوء اختيار موقعه، حيث يتوسط حي 1600 سكن اجتماعي في بئر توتة، والذي التحق به السكان من مختلف أحياء العاصمة دون أن يتوفر فيه الأمن بصفة كاملة، فضلا عن نقائص أخرى أهمها الجمع بين تلاميذ التعليم المتوسط ونظرائهم في الثانوي، الذين فتحت لهم أقسام بمتوسطة الحي لسد العجز الذي تواجهه بلدية بئر توتة فيما يخص المؤسسات التربوية، في حين لا يزال أولياء تلاميذ حي 540 مسكن ينتظرون انطلاق مشروع إنجاز ابتدائية تمت برمجته وحددت مدة إنجازه ب 8 أشهر، غير أنها لم تنطلق بعد، مما جعل أبناءهم يدرسون في ظروف غير لائقة في انتظار إنجاز مرافق مختلفة تستجيب لانشغالات السكان، على غرار فضاءات اللعب والترفيه التي يفتقر إليها حي 540 سكن تساهمي الذي لم يحظ بمشاريع ذات طابع اجتماعي وثقافي ورياضي، رغم أن أصحابه دفعوا مبالغ هامة مقابل الحصول على شققهم بهذا الحي الذي يشبه ”المرقد”، على حد تعبير سكانه.