قررت محكمة جنايات العاصمة الليبية طرابلس، عقد جلسة ثانية من أطوار محاكمة سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي السابق، و36 متهما آخر من أقرب مساعديه إلى غاية ال11 ماي المقبل. وكانت المحكمة استأنفت أمس، محاكمة المتهمين ال37 بمن فيهم سيف الإسلام، الذي كان حاضرا بعد ربط الجلسة بدائرة تلفزيونية مغلقة للاتصال به من سجنه في بلدة الزنتان، إضافة إلى ستة متهمين آخرين من كبار مسؤولي النظام السابق بمدينة مصراتة، في مقدمتهم رئيس جهاز المخابرات السابق عبد الله السنوسي، ورئيس جهاز الأمن الخارجي، أبو زيد دوردة، وآخر رئيس وزراء في عهده البغدادي المحمودي، وآمر الحرس الشعبي الخاص به منصور ضو. ووجهت لهؤلاء تهمة قمع المتظاهرين وقتل مدنيين خرجوا في مظاهرات مطالبة بسقوط نظام القذافي عام 2011. كما وجهت لهم تهمة "الإبادة الجماعية" من خلال قيامهم بإصدار أوامر مباشرة وغير مباشرة وتشكيل كتائب مسلحة لقمع المدنيين العزّل في فيفري 2011. ويواجه باقي المتهمين تهم دعم نظام القذافي، واختلاس المال العام وتمويل الكتائب العسكرية لهذا النظام في "حملته لقمع الثورة". وخلال جلسة المحاكمة طالبت هيئة الدفاع، من المحكمة النظر في قضايا موكليها كل واحد على حدة، وعدم محاكمتهم بشكل جماعي من أجل فسح المجال أمامها للمرافعة عن موكليها. وهو الطلب الذي اعتبره الصديق الصور، ممثل النيابة العامة أنه من الصعب فصل المتهمين وقضاياهم عن بعضها البعض كونها تشترك من خلال اختلاس المال العام وتمويل كتائب نظام القذافي، وتشكيل كتائب مسلحة وارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في حق المتظاهرين المدنيين. يذكر أن المؤتمر الوطني العام الليبي، كان صوّت شهر مارس الماضي، على تعديل جزئي في قانون الإجراءات الجنائية يتيح للسلطات القضائية في طرابلس، محاكمة سيف الإسلام القذافي، عبر دائرة مغلقة من سجنه الحالي في مدينة الزنتان الواقعة على بعد 180 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس. ويقبع عدد من رموز نظام القذافي من بينهم نجله الثاني الساعدي، داخل السجون الليبية بعدة تهم منها القتل والتحريض على القتل، وقمع المظاهرات واختلاس المال العام، وتشكيل كتائب مسلحة للنيل من المتظاهرين في فبراير 2011. وسبق أن خضع بعض رموز نظام القذافي للمحاكمة في قضايا أخرى، على غرار البغدادي المحمودي، وسيف الإسلام القذافي، وذلك منذ سقوط النظام السابق في أكتوبر من عام 2011. وبالتزامن مع ذلك تسبب انفجار قوي وقع فجر أمس، وسط مدينة بنغازي في شرق ليبيا، في خسائر مادية كبيرة طالت عددا كبيرا من السيارات والمحلات إضافة إلى مدرسة. وقال ميلود الزوي، المتحدث باسم القوات الخاصة ببنغازي، أن انفجارا كبيرا وقع في الساعات الأولى من صباح أمس، في شارع جمال عبد الناصر بمدينة بنغازي، مما أدى إلى إتلاف العديد من السيارات المتوقفة بالمكان وبعض العمارات والمحلات ومدرسة.