أكدت وزارة الداخلية التونسية، أمس، تمكن مصالحها الأمنية من تفكيك شبكة إرهابية واعتقال عناصرها التسعة الذين كانوا بصدد التحضير للقيام بعمليات إرهابية في البلاد. وأكد بيان الوزارة أن قوة أمنية من وحدات الشرطة والدرك مختصة في محاربة الإرهاب تمكنت من خلال عملية أمنية قامت بها فجر أمس في حي التضامن بإحدى ضواحي العاصمة تونس من تفكيك هذه الخلية واعتقال عناصرها. وأضاف البيان أن العملية نفذت بعد تلقي أجهزة الأمن معلومات بوجود عناصر جهادية تكفيرية في الحي المذكور وهي بصدد التحضير لعمليات إرهابية. وأشار إلى أن الخلية على صلة بعدد من عناصر مجموعة مسلحة وضعوا ضمن قوائم المطلوبين الفارين من قبضة العدالة. ولم يعط البيان أية معلومات عن هوية الموقفين ولا طبيعة الخطط والعمليات التي يعتزمون القيام بها واكتفت بالقول أن عددهم تسعة وأن التحقيقات مازالت جارية معهم للتأكد من نواياهم. وجاءت هذه العملية النوعية يومين بعد تصريحات أدلى بها الوزير الأول التونسي، مهدي جمعة، أكد من خلالها أن التهديد الإرهابي لم يعد كما كان قبل أشهر بفضل جهود مختلف الأجهزة الأمنية لتحييد عناصر تنظيم أنصار الشريعة المحسوب على تنظيم القاعدة. وأضاف جمعة أنه إصرار لدى سلطات بلاده من أجل القضاء على الظاهرة الإرهابية فبعد أن كان الإرهابيون هم من يفرضون منطقهم في بداية الأزمة أصبحت قوات الأمن هي التي تلاحقهم في معاقلهم سواء في داخل المدن أو في المناطق الجبلية. وتعرف تونس منذ العام الماضي انزلاقا أمنيا زادت خطورته بعد اغتيال المعارضين اليساريين شكري بلعيد الذي قتل في السادس فيفري من العام الماضي ومحمد براهمي في 25 جويلية ضمن عمليتين كشفت الأيام أنها من تدبير عناصر مسلحة بدأت تنشط في إطار منظم لضرب كل ما يرمز للدولة التونسية من أعوان الشرطة والدرك والهيئات الرسمية في البلاد. وكانت أحداث جبل الشعانبي والمواجهات التي اندلعت بين قوات الجيش التونسي والإرهابيين المنضوين تحت لواء تنظيم أنصار الشريعة المتطرف خلفت مصرع أكثر من عشرين شرطيا ودركيا وكانت بمثابة ناقوس خطر داهم لظاهرة تتوسع رقعتها بمثل النار في الهشيم إن لم يتم احتواؤها في مهدها.