أسفرت اشتباكات مسلحة متواصلة منذ أمس الاثنين بين جماعات ارهابية وقوات الامن قرب العاصمة التونسية عن مقتل 6 عناصر إرهابية واعتقال عنصر آخر فيما لقي عون من الحرس الوطني (الدرك الوطني) مصرعه اثناء هذه المواجهات العنيفة حسب مصادر أمنية. واندلعت مساء أمس مواجهات مسلحة بين قوات الامن التونسية وجماعات ارهابية استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وذلك عندما حاولت وحدة من (الدرك) تفتيش منزل "مشبوه" حيث ردت العصابات الارهابية باطلاق النار على أعوان الأمن . ودفعت السلطات الأمنية بالمزيد من التعزيزات إلى المنطقة التي أصبحت "شبه محاصرة". ومنذ قيام "ثورة الياسمين" التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في جانفي 2011 ما انفكت تونس تواجه اعتداءات جماعة "انصار الشريعة" الجهادية التكفيرية التابعة لتنظيم القاعدة الارهابي والتي اتهمتها السلطات باغتيال السياسيين الراحلين شكري بلعيد ومحمد براهمي خلال العام المنصرم. وخلال الاحداث التي عرفتها مرتفعات "الشعانبي" بولاية القصرين قتل زهاء 20 عنصرا تابعا للوحدات العسكرية او لقوات الأمن جراء انفجار الغام زرعتها العصابات الإرهابية كما اسفرت مواجهات أخرى وقعت بولاية سيدي بوزيد في شهر اكتوبر الماضي عن مقتل ستة دركيين. وهزت محاولات اعتداءات ارهابية مؤخرا مدينتي سوسة والمنستير السياحيتين في حادثة تعد بمثابة "انتقال نوعي" في المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف المؤسسة العسكرية والامنية لتتحول الى محاولات "لضرب" السياحة الركيزة الاساسية في الاقتصاد التونسي حسب اراء المحللين. وفي ذات السياق أبرز تقرير أصدرته "مجموعة الأزمات الدولية" أن الحرب في ليبيا أصبحت لديها "تداعيات أمنية" وأن المجموعات المسلحة في المناطق الحدودية التي شنت هجمات ضد أعوان الامن التونسي أصبحت تشكل "تهديدا أمنيا كبيرا" على تونس. وحسب الخبير العسكري التونسي مختار بن ناصر فإن خطر الإرهابيين التابعين لجماعات "أنصار الشريعة" السلفية "ما يزال قائما" داعيا السلطات الامنية الى "اليقظة والاستعداد" لمواجهة تلك التهديدات وذلك عبر إحكام الرقابة على جميع المنافذ الحدودية مع ليبيا.