لا يزال سكان بلدية الدرارية، غرب العاصمة، ينتظرون حلا لجملة المشاكل العالقة منذ سنوات، ويأملون أن تأخذ السلطات المحلية طلباتهم بعين الاعتبار، فضلا عن نقص المشاريع والمرافق المختلفة، حيث أعرب العديد منهم ل”المساء” عن قلقهم من تأخر الإنجازات المحلية والبرامج التي وعد بها المجلس المنتخب، بالإضافة إلى عدم تمكنهم من إيصال انشغالاتهم لأول مسؤول عنهم، لم يتمكنوا من لقائه بسبب تخصيص يوم واحد فقط للاستقبال. يواجه سكان الدرارية مشاكل عديدة بسبب حالة الركود في دفع المشاريع المحلية طيلة سنوات، خاصة ما تعلق منها بالمرافق العمومية، تهيئة الطرق، تعبيدها وتخفيف الاختناق المروري الذي تعرفه، فضلا عن عدم التكفل بشريحة الشباب الذين أصبح العديد منهم ضحية البطالة بسبب إهمال مرافق هامة، وهو ما صرح به بكل حسرة بعض من تحدثوا ل”المساء”. وفي حديثنا مع سكان مختلف الأحياء، على غرار حي 400 مسكن، حي الدبوسي، بجيجة 5 وحي غستون برنار، تبين أن هذه الأحياء تشتكي من نقص كبير في المرافق ذات الطابع الاجتماعي والرياضي، حيث أكد البعض منهم أن المنتخبين الجدد مطالبون بتعجيل التكفل بهذا الجانب الذي أصبح هاجسا بالنسبة للأولياء الذين ألحوا على ضرورة إنشاء مرافق رياضية للشباب، لتحصينهم وإبعادهم عن الانحراف الذي بدأ ينتشر بشكل ملحوظ. من جهتها، تفتقر بلدية الدرارية لفضاءات الراحة من مساحات خضراء وحدائق عمومية، الأمر الذي يشتكي منه سكان المنطقة الذين أرجعوا ذلك إلى لامبالاة المسؤولين المحليين الذين لم يستجيبوا لمطالبهم المستمرة الخاصة بتوفير فضاءات الراحة، والدليل حسبهم - زحف الإسمنت على مزيد من الفضاءات الخضراء، والإهمال الذي طال إحدى أهم الغابات على مستوى غرب العاصمة، ويتعلق الأمر بغابة ”بوجمعة تميم”، حيث تعتبر تحفة طبيعية تتربع على مساحة كبيرة. وحسب السكان الأصليين، فإن الغابة التي أوصدت أبوابها منذ سنوات، كانت تشكل رئة المدينة ومتنفسا حقيقيا لشباب المنطقة، لتوفرها على وسائل الراحة، فضلا عن طابعها الجمالي، إلا أن وضعيتها تدهورت ولم تعد ذلك الفضاء الأخضر الذي يهواه سكان الدرارية، خاصة الشباب الذين أصبحت المقاهي ملجأهم الوحيد، كما وجد المسنون ضالتهم في ساحات المساجد، حيث يلتقون، في غياب العدد الكافي من المساحات الخضراء التي تخلصهم من ضوضاء المدينة. كما تأسف سكان بلدية الدرارية عن وجود مقبرة وحيدة بالبلدية ضاقت بموتاها وأصبحت غير قابلة لاستيعاب المزيد منهم، الأمر الذي دفع سكان المنطقة إلى مطالبة الجهات الوصية والسلطات المحلية بضرورة توفير مقبرة جديدة، أو حتى توسيع المتوفرة لديهم لتستوعب المزيد من القبور، إذ أكد أحد المواطنين أن السكان يواجهون صعوبة كبيرة في إيجاد أماكن شاغرة لدفن موتاهم بالمقبرة الحالية، مما تحتم عليهم التنقل إلى مقابر بعيدة لدفن موتاهم في رحلة بحث عن أماكن شاغرة بها. من جهتنا، لم نتمكن من الحديث مع مسؤولي بلدية الدرارية التي قمنا بزيارتها، بسبب رفض المعنيين استقبالنا لأسباب مجهولة.