كشف وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، أمس، أن رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير، قبل بمقترح لعقد لقاء مع زعيم المتمردين ونائبه السابق، رياك مشار، بهدف تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الجانبين. وجاء الإعلان عن هذا اللقاء في أعقاب الزيارة التي قام بها الوزير الامريكي، الى جوبا عاصمة جنوب السودان في إطار تحرك أمريكي قوي من اجل إنهاء الحرب الأهلية في هذا البلد الإفريقي الناشئ. وقال جون كيري، أن سيلفا كير، أبدى استعداده للتوجه الى العاصمة الإثيوبية بداية هذا الأسبوع، قصد الشروع في مفاوضات مع الوزير الأول الإثيوبي، ونأمل أن يكون ذلك بداية لعقد لقاء مع ريك مشار، نائبه الذي تمرد على سلطته نهاية العام الماضي. وأضاف المسؤول الامريكي أن الحكومة الإثيوبية ستتكفل بمهمة مساعي الوساطة بين فرقاء الحرب الأهلية في هذا البلد. وأضاف جون كيري، أن ريك مشار سبق وان أعلن استعداده عقد لقاء مع رفيق دربه الرئيس سيلفا كير، قبل أن تفرق السياسة ومنافع السلطة بينهما الى حد الاقتتال الدامي في بلد لم يسعد باستقلاله عن دولة السودان التاريخية سنة 2009. وألقت الادارة الأمريكية بكل ثقلها الدبلوماسي من اجل وقف نزيف الحرب الأهلية في دولة جنوب السودان، وهي التي عملت كل ما في وسعها من اجل تحقيق استقلالها من خلال ضغوط مارستها على نظام الخرطوم حتى يرضخ لرغبة أمريكية غربية انتهت الى تقسيم دولة السودان الى جزئين. ويعد هذا التقارب المحتمل أول انفراج في علاقات الغريمين سيلفا كير ومشار، بعد أربعة أشهر من اقتتال دام خلّف مقتل المئات من الجانبين وتهجير آلاف السكان. وقال وزير الخارجية الامريكي، إن الرئيس سيلفا كير، كان متفتحا لفكرة اتخاذ إجراءات قوية لوضع حد لأعمال العنف وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار المتوصل إليه في 23 جانفي، دون أن يتم احترامه من الجانبين والبدء في التعاون من اجل تشكيل حكومة انتقالية. واعتبر المسؤول الامريكي، أن اللقاء المرتقب بين سيلفاكير ومشار سيكون لقاء حاسما من اجل التوصل الى تفاهم بشأن تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار بشكل نهائي. وحل رئيس الدبلوماسية الامريكي، بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، في زيارة لم يسبق الإعلان عنها للضغط على الفرقاء المتحاربين من أجل وقف الاقتتال الدائر بين قواتهما.