زادت الولاياتالمتحدة في درجة ضغطها على الفرقاء الجنوب سودانيين، عندما هدّدت الرئيس سيلفا كير ونائبه المتمرد بعقوبات أمريكية وأممية إن هما رفضا العرض الأمريكي بعقد لقاء مباشر بينهما، لإنهاء الحرب الأهلية المتأججة بين قواتهما. وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في خطاب ألقاه بمقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية، على تعهّد شخصي من أجل وقف هذا النزاع المتواصل منذ أكثر من أربعة أشهر رغم توقيع الجانبين على اتفاق لوقف إطلاق نار، وُلد ميتا في 23 جانفي الماضي. وتأسّف المسؤول الأمريكي خلال الزيارة القصيرة التي قادته إلى عاصمة جنوب السودان جوبا، كيف لأمة وليدة ولها نظرة جديدة للمستقبل، بدأت تنهار شيئا فشيئا بسبب صراعات وأحقاد دفينة ما لبثت أن تحولت إلى أعمال عنف قاتلة؛ في إشارة إلى العداء المتنامي بين الرئيس سيلفا كير ونائبه ريك مشار. وحسب مصادر أمريكية، فإن تهديدات جون كيري تجاه الرجلين، أصبحت وشيكة، وخاصة بعد توقيع الرئيس باراك أوباما على مرسوم رئاسي، يقضي بحجز أموالهما المودَعة في البنوك الأمريكية وحرمانهما من تأشيرة الدخول إلى التراب الأمريكي. وكشف كاتب الخارجية الأمريكي أن الرئيس كير قبِل خلال اللقاء الذي جمعهما أول أمس، بفكرة عقد لقاء مباشر مع نائبه لأول مرة منذ اندلاع الحرب بينهما؛ بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو نفس الاستعداد الذي لمسه في مكالمة هاتفية أجراها مع ريك مشار، الذي شجّعه على قبول هذه الفكرة أيضا. ولكن مصادر أمريكية على صلة بالتحرك الدبلوماسي الأمريكي، قالت إن مشار قبل فعلا بالمشاركة في اجتماع تفاوضي بالعاصمة الإثيوبية، ولكنه لم يؤكد قبوله عقد لقاء وجها لوجه مع الرئيس كير. ويكون مثل هذا الموقف المتردد هو الذي جعل رئيس الدبلوماسية الأمريكية يلوّح بفرض عقوبات على الرجلين، في حال فشلت مهمته في إنهاء الصراع القائم بينهما. وذهب الوزير الأمريكي إلى أبعد من ذلك، عندما أشار إلى مخاطر وقوع إبادة جماعية في جنوب السودان؛ بما يعني إحالة ملفها على محكمة الجنايات الدولية بلاهاي، وسيكون كير ومشار أكبر المتهمين فيها.