نشط السفير ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، السيد ماريك سكوليل، أمس، بقاعة الحامة بفندق السوفيتال، ندوة صحفية بمناسبة تنظيم الطبعة ال15 للمهرجان الثقافي الأوروبي الذي ستنطلق فعالياته ابتداء من 8 وإلى غاية 30 ماي الجاري، وقد عرض بالمناسبة أهم محاور هذه التظاهرة السنوية. تجري فعاليات التظاهرة في العاصمة، كما ستنتقل بعض العروض إلى عنابة وقسنطينة ووهران وتلمسان، حيث سيكتشف الجمهور ثقافات وفنونا مختلفة من القارة العجوز. وأشار سفير بعثة الاتحاد الأوروبي، إلى أن الموعد يتكرر شهر ماي من كل سنة منذ 15 سنة، وبالتالي أصبح تقليدا يجب الالتزام به، علما أن التظاهرة انطلقت في ظروف صعبة عاشتها الجزائر، وهو ما يعكس تمسك الاتحاد الأوروبي وحرصه على هذه المصالح الثقافية مع الشريك الذي هو الجزائر. صرح المتحدث أن طبعة هذه السنة استقبلت 17 بلدا أوروبيا ببرنامج متنوع وأصيل يحمل روحا إنسانية متميزة. يتضمن البرنامج عروضا حية واستضافة خاصة للفن السابع الذي غاب في الطبعة السابقة، إضافة لحضور علم الآثار والفلكلور منه الفادو والفلامينكو والفانك وكلها موسيقى شعبية. من جهة أخرى أشار المتحدث إلى أن طبعة هذه السنة ستلتفت للفنانين الجزائريين في عروض مشتركة، كما التزمت خمس بلدان أوروبية بفتح مجال التكوين والتأطير من خلال ”ماستر كلاس” في مجال الموسيقى، بالمناسبة قدم سفير بعثة الاتحاد الأوروبي، خالص امتنانه لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، وذلك على تفضّله بمنح شراكته الخاصة لهذه التظاهرة. تدخل ممثلو البلدان المشاركة بدورهم لإعطاء إيضاحات أكثر عن البرامج المقترحة، وكان أولهم ممثل بلجيكا الذي أعلن عن تنظيم معرض فوتوغرافي كبير يستمر طوال التظاهرة خاص بالراحل ”أدول ساكس”، وهو من الرواد الموسيقيين الذين طوروا آلة الساكسفون في العالم في القرن العشرين، كما سيتم عرض 4 أنواع من هذه الآلة الموسيقية مرفوقة بعروض توضيحية، وكذا عرض خاص لفيلم من نوع الرسوم المتحركة أنتج هذه السنة ونزل مؤخرا للسوق العالمية، وفيلم آخر بعنوان ”كينشاسا كيدس” يرصد واقع أطفال الكونغو الديموقراطية، الذين يعيشون واقع البؤس وسيعرض بالمركز الثقافي الفرنسي بتلمسان. ممثلة السويد شكرت الإذاعة الجزائرية، على تعاونها من خلال استضافتها لعدة نشاطات مبرمجة، كما نوهت بالعلاقة المميزة التي تجمع السويد بالجمهور الجزائري خاصة في السنتين الأخيرتين، نفس العلاقة أشاد بها ممثل البرتغال، مكلف بالأعمال وهو الأمر الذي دفع لاستضافة مغنية برتغالية أحبها الجزائريون وهي كارولينا. ممثل التشيك، أكد أن الموسيقى والرقص دليلا صداقة وحب بين الشعوب، وصرح أن المهرجان سيستضيف فرقة سلوفاسكو من شرق التشيك على الحدود مع النمسا، وستمتع الجزائريين بالفن الأصيل، واستغل المناسبة ليغنّي مقطعا فلكلوريا من أغاني بلاده. ممثلة بولونيا أشارت في تدخلها لبرمجة عرض مشترك مع فرقة فنية من باتنة، وكذا عروض للهيب هوب، أما سفيرة النمسابالجزائر، فذكرت أن برنامج بلادها سيعتمد على الفن السابع، حيث ستبرمج عروض سينمائية مدبلجة للفرنسية. توالت التدخلات منها ممثل المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر، الذي برمج العديد من النشاطات والذي سيستقبل أيضا كونسيرفاتوار مدينة ليون، الذي سيفتح ورشة عزف للساكسفون بمعهد الموسيقى بالعاصمة، وأخرى للساكسفون الشرقي بقيادة محمد أبو زكري، وراح ممثلو بريطانيا والأراضي المنخفضة والمجر واسبانيا وايطاليا وفرلندا واليونان يقدمون برامجهم بالتفصيل، حيث سيقدمون للجزائريين فنا من العيار الثقيل، ويبرمجون أشهر فنّانيهم الناشطين على الساحة العالمية، بعضهم سيعيد بعض الروائع التي أهداها للجزائر في الطبعات الماضية بمناسبة خمسينية الاستقلال. أثناء المناقشة ألح سفير البعثة الأوروبية بالجزائر، على أهمية الديبلوماسية الثقافية في تقريب الشعوب، كما أشاد بمستوى التعاون مع الجزائر خاصة في جانب التراث وترميمه ضمن مشاريع بقسنطينة وباتنة، كما وعد بتوسيع الحضور الأدبي والفكري في الطبعات القادمة.