قسنطينة تسابق الزمن لاستكمال مشاريع ”عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015” تعمل ولاية قسنطينة منذ اختيارها ”عاصمة للثقافة العربية لسنة 2015” على قدم وساق، من خلال برمجة العديد من المشاريع الهامة، حيث باتت هذه التظاهرة تأخذ حصة كبيرة من تخطيطات مشاريع وبرامج مختلفة تطلقها السلطات، ويشارك فيها العديد من الفاعلين المختصين المثقفين والمجتمع المدني، إذ من المنتظر أن تجهّز كلّ المخططات والمشاريع المبرمجة في الوقت المحدد لانطلاق المحفل الذي سيجعل من مدينة سيرتا محط اهتمام دولي عربي، لتبرز المدينة أنوثتها الممزوجة بالعراقة، التاريخ والأصالة، العلم والثقافة. الحديث عن البرامج والمشاريع التي هي محط اهتمام بالدرجة الأولى، يحيلنا إلى بعض المشاريع القاعدية التي من شأنها أن تضيف الكثير لوجه المدينة التي يزيد عمرها عن الألفي سنة، من خلال عمليات إعادة التأهيل التي استفاد منها ”قصر الباي” وإقامة الولاية والمركز الثقافي ”محمد العيد آل خليفة” وكذا قصر الثقافة ”مالك حداد”، إلى جانب العديد من المشاريع التي ستعمل على جعل قسنطينة في المستوى اللائق بمثل هذه التظاهرة. من جهتها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية، وتحت إشراف مدير الثقافة الإسلامية ومدير الإرشاد والتوجيه الديني بوزارة الشؤون الدينية، تبنّت برنامجا ثريا يضمّ محورين رئيسيين في جانب مادي وآخر غير مادي، ففي المحور الأوّل تمت المباشرة في ترميم عدد من المساجد والزوايا القائمة منذ ما قبل العهد الاستعماري، حيث يضم الاقتراح ترميم 19 مسجدا وزاوية بقيمة مالية تفوق ال5 ملايير و165 مليون دج، على غرار مسجد ”حسان باي”، ”سيدي معروف”، ”الكتانية”، ”سيدي عبد الرحمان بشتارزي”، ”زاوية التجانية العليا”، ”زاوية سيد بومعزة”، ”المدرسة القرآنية ورثة عائلة بروال” والمركز الثقافي الإسلامي وغيرها من مشاريع التراث، على غرار ”المركز العربي للبحوث والدراسات الإسلامية” الذي سيكون بمثابة مركز للإشعاع العلمي الذي يغوص في عمق الفكر الباديسي وكلّ العلماء الذين مروا بهذه المنطقة.من جهة أخرى، يتم تدعيم وإعادة تأهيل المركب الإسلامي ”الأمير عبد القادر” الذي يضم المسجد والجامعة الإسلامية، وكذا إتمام بناء وتوسيع وتجهيز المساجد والمدارس القرآنية التي يقدر عددها ب15 مسجدا، موزعا عبر تراب الولاية.ويعتبر الجانب غير المادي جوهرا لا يمكن الاستغناء عنه، خاصة أنه الأصل والنواة والروح التي تتميز بها شعوب عن غيرهاو لذا تم اقتراح 10 نقاط تتضمّن نشاطات متنوّعة، وعلى هذا الأساس، من المنتظر أن ينظم خلال التظاهرة 12 ملتقى دوليا و22 ملتقى وطنيا، من أجل إبراز الدور الكبير الذي لعبه علماء قسنطينة في المحافظة على الموروث الثقافي والديني، ناهيك عن تنظيم 8 دورات وندوات علمية، إضافة إلى العديد من المعارض التي تعنى بتعريف الضيوف العرب بالمخطوطات المحلية، الكتب، اللباس التقليدي القسنطيني عبر التاريخ دون إغفال مهام التعريف بدور جمعية العلماء المسلمين ورجالها، مساجد قسنطينة ومدارسها، وأعلام المدينة من مجاهدين، علماء وقادة، كلها من بين الأساسيات التي لا يمكن إغفالها خلال هذا المحفل.وفي السياق نفسه، يشمل المشروع التكفّل بطبع وإعادة طبع 24 مؤلفا من المؤلفات ذات الطابع الديني أو التاريخي التي تناولت أعلام قسنطينة وتاريخها، كمؤلفات عبد الحميد بن باديس، ابن شنب، أحمد حماني، عبد الرحمان الجيلالي، ابن خلدون وغيرهم. وسيحظى عدد من الباحثين والمؤلفين البارزين بتكريم خاص خلال التظاهرة نظرا لمجهوداتهم في تقديم أعمال حول قسنطينة بتاريخها وأعلامها، ومن بين المبرمجات أيضا سيتم إعداد قوافل ثقافية خاصة بالتبادل المعرفي بين أم الحواضر والحواضر العلمية الأخرى عبر الجزائر، على غرار تلمسان، معسكر، بلاد زواوة، الجزائر العاصمة، منطقة الأوراس، الهضاب العليا والحدود الشرقية، حيث ستكون على شكل توأمة يتم فيها تبادل المعارض للتعريف بالتاريخ عبر مختلف العصور، وتتناول الأعلام والمعالم، صور المساجد، الزوايا والأضرحة، المخطوطات والكتب، إضافة إلى الندوات الفكرية، إلى جانب عدد من المسابقات العلمية والفكرية، منها مسابقة دولية تتعلق بتراث قسنطينة وأخرى للقرآن والحديث وكذا مهرجانات، مثل مهرجان ”الإنشاد الدولي”، ”الأيام الإنشادية في مدح خير البرية” ومهرجان ”الشعر والأدب الديني بقسنطينة قديما وحديثا” مع التركيز على إنجاز ”سنفونية البردة العالمية” بإخراج جديد، فهي مشاريع مقترحات وبرامج يتم العمل عليها بحزم وتحت رقابة ومتابعة لتكون قسنطينة عاصمة الثقافة العربية عن جدارة واستحقاق.