مشروع برنامج ثقافي ديني استعدادا ل «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» أعدت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة تحت إشراف مدير الثقافة الإسلامية ومدير الإرشاد والتوجيه الديني بوزارة الشؤون الدينية، مشروع برنامج خاص بتظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015»، يضم محورين رئيسيين يتناول الأول الجانب المادي، فيما يتناول الثاني الجانب غير المادي. حسب مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية قسنطينة، السيد يوسف عزوزة، فإن هذا المشروع الذي تم تقديمه لوزير القطاع خلال آخر زيارة له إلى الولاية خلال الأيام الفارطة، قابل للتعديل والتنقيح في أقرب الآجال من طرف أهل الاختصاص قبل الانطلاق في التجسيد، خاصة وأن الموعد لم يتبق عليه وقت طويل والعد العكسي بدأ منذ الإعلان عن احتضان عاصمة الشرق للحدث. في المحور الأول تم اقتراح عدد من المشاريع للترميم وهي مساجد وزوايا قائمة قبل العهد الاستعماري، حيث يضم الاقتراح ترميم 19 مسجدا وزاوية بقيمة مالية تفوق ال5 ملايير و165 مليون دج، على غرار مسجد «حسان باي»، «سيد معروف»، «الكتانية»، «سيدي عبد الرحمان بشتارزي»، «زاوية التجانية العليا»، «زاوية سيد بومعزة»، «المدرسة القرآنية ورثة عائلة بروال» والمركز الثقافي الإسلامي. كما يضم هذا المحور في نقطته الثانية، عددا من المشاريع المقترحة للإنجاز، على غرار المركز العربي للبحوث والدراسات الإسلامية الذي سيكون مركزا للإشعاع العلمي يغوص في عمق الفكر الباديسي وكل العلماء الذين مروا بهذه المنطقة، تدعيم وإعادة تأهيل المركب الإسلامي الأمير عبد القادر الذي يضم المسجد والجامعة الإسلامية، وكذا إتمام بناء وتوسيع وتجهيز المساجد والمدارس القرآنية التي تجاوزت نسبة الإنجاز بها 80 % ويقدر عددها ب15 مسجدا، على غرار «مسجد عمر بن العاص» بالمدينةالجديدة، مسجد «الإخلاص» بجبل الوحش و«مسجد أبو عبيدة بن الجراح» بشارع سيد عمار، حيث تم اقتراح مبلغ يفوق ال40 مليار سنيتم لإتمام هذه العملية. أما في المحور الثاني الذي يتناول الجانب غير المادي والذي يعد الروح التي تحيا بها الأمم وتتميز بها عن سائر الشعوب، فتم اقتراح 10 نقاط لنشاطات هادفة ومتنوعة المضامين، تضم 12 ملتقى دوليا و22 ملتقى وطنيا بهدف إبراز دور علماء قسنطينة وجهودهم في المحافظة على الموروث الثقافي والديني، 8 دورات وندوات علمية، العديد من المعارض التي تعنى بتعريف الضيوف العرب بالمخطوطات المحلية، الكتب، اللباس التقليدي القسنطيني عبر التاريخ، إضافة إلى التعريف بدور جمعية العلماء المسلمين ورجالها، مساجد قسنطينة ومدارسها، الخط العربي وأعلام المدينة من مجاهدين، علماء وقادة. وشمل المشروع التكفل بطبع وإعادة طبع 24 مؤلفا من المؤلفات ذات الطابع الديني أو التاريخي التي تناولت أعلام قسنطينة وتاريخها، على غرار مؤلفات عبد الحميد بن باديس، ابن شنب، أحمد حماني، عبد الرحمان الجيلالي، ابن خلدون وعبد العزيز فيلالي، مع الحرص على أن يشمل البرنامج أيضا تكريم عدد من الباحثين والمؤلفين الذين اجتهدوا في تقديم أعمال حول قسنطينة وأعلامها وتاريخها وحضارتها، حيث تعد هذه الخطوة حسب معدي مشروع البرنامج، دفعا لهؤلاء الباحثين إلى التأليف وتشجيعهم على ذلك، وكذا إعداد فهرس حول التأليف والكتابات حول المدينة وأعلامها عبر التاريخ، وإعداد قاعدة بيانات حول علماء قسنطينة الذين تعاقبوا على الفتوى والقضاء والعلماء الذين تعاقبوا على الخطبة على منبر الجامع الكبير. ويشمل مشروع البرنامج أيضا في شقه غير المادي، إعداد قوافل ثقافية للتبادل المعرفي بين أم الحواضر والحواضر العلمية الأخرى عبر الجزائر، على غرار تلمسان، مازونة، معسكر، بلاد زواوة، الجزائر العاصمة، منطقة الأوراس، الهضاب العليا والحدود الشرقية، حيث ستكون هذه القوافل، حسب مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية، في شكل توأمة يتم فيها تبادل المعارض للتعريف بالتاريخ عبر مختلف العصور، والتي تتناول الأعلام والمعالم، صور المساجد، الزوايا والأضرحة، المخطوطات والكتب إضافة إلى الندوات الفكرية. ولن يخلو البرنامج من المسابقات العلمية والفكرية، وعلى رأسها اقتراح مسابقة دولية لإحياء تراث قسنطينة حدد لها موضوع أحد أعلام قسنطينة أو جمعية العلماء المسلمين ودورها الإشعاعي، إضافة إلى جملة من المسابقات، على غرار مسابقة قسنطينة الكبرى للقرآن الكريم، الحديث الشريف، موطأ الإمام مالك، الخط العربي، أحسن تصميم للمساجد، فرسان التراويح، مزامير داوود في التجويد، والأسرة الحافظة للقرآن الكريم. كما يقترح البرنامج الاستضافة الشهرية لضيف من ضيوف الجزائر يكون عالما من العلماء والمشايخ من أصحاب المقامات العليا، دون إغفال جانب المهرجانات، التي ستحتضن قسنطينة من خلالها مهرجان الإنشاد الدولي، الأيام الإنشادية في مدح خير البرية ومهرجان الشعر والأدب الديني بقسنيطنة قديما وحديثا مع التركيز على إنجاز سنفونية البردة العالمية بإخراج جديد. من جهتهم، دعا الأساتذة الجامعيون وعدد من المختصين خلال إطلاعهم على المشروع، على غرار الدكتور عبد العزيز فيلالي، الدكتورة فاطمة الزهراء قشي، الدكتور عبد الله بوخلخال، إلى تفادي تكرار النشاطات والتنسيق مع القطاعات الأخرى حتى لا يتم إهدار الوقت والمال، رقمنة الوثائق الموجودة من مصادر التاريخ، الاهتمام بطبع الأعمال الجديدة والرسائل الجامعية التي تناولت تاريخ قسنطينة، التطرق إلى عصور غابرة في تاريخ قسنطينة والتنويع في تسليط الضوء على علماء قسنطينة، على غرار ابن القنفذ العالم المجدد وصاحب ال33 كتابا من بينها «كنز الفقير»، الشيخ بن لفقون صاحب «النوازل»، كما دعوا إلى الاستفادة من تجربة الجزائر العاصمة عاصمة الثقافة العربية سنة 2007 و«تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011»، مع حصر الإيجابيات للعمل بها والسلبيات لتفاديها، وجعل الحدث يمتد إلى المنطقة وتاريخها ولا يقتصر على المحيط الجغرافي للولاية، حسب تأكيد المدير الولائي للشؤون الدينية لولاية تلمسان، الذي كان حاضرا أثناء العرض للاستفادة من تجربته، وطالب الأستاذ عبد الكريم بوصفصاف، بتجسيد مسلسل عن حياة العلامة عبد الحميد بن باديس منذ ولاته إلى وفاته عبر مراحل دراسته وجهاده الفكري، خاصة وأن السيناريو الذي كتبه جاهز مند سنوات يضم 45 حلقة في انتظار التنفيذ.