سطرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية برنامجا ثريا استعدادًا لمشاركتها في تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015"، يُبرِز الوجه الإسلامي والتّفاعل بين الثقافة العربية والأمازيغية من خلال البُعد الحضاري، وكيف يمكن استثمار ذلك من أجل التقدّم واستقرار مجتمعنا. يتضمن البرنامج الذي يمتد على مدار سنة كاملة عشرة ملتقيات دولية ووطنية وندوات فكرية ومعارض للكتاب وتبادلا ثقافيا ”القوافل العلمية” بين ”قسنطينة” والحواضر العلمية بالقطر الجزائري، وطبع الكتب التراثية، إلى جانب الإنتاج السمعي البصري وإقامة المسابقات، وكذلك إنشاء قاعدة بيانات لعلماء قسنطينة وإقامة المعارض المختلفة وتكريم الباحثين والمؤلّفين. وأكد الدكتور بوزيد بومدين، مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، في تصريح خصّ به ”الخبر”، أنّ هذه الملتقيات سينشطها أساتذة وباحثون من داخل وخارج الوطن، ستنتظم بمعدل لقاء واحد في الشهر طيلة سنة 2015، تتخلّلها ندوات وأيام دراسية ستعقد بولاية قسنطينة والمدن الكبرى التابعة لها. وأفاد مدير الثقافة الإسلامية بأن مواضيع الملتقيات الدولية تتمحور أساسًا حول علماء حاضرة قسنطينة في خدمة السُّنَّة النّبويّة، وابن باديس في الثقافة العربية الإسلامية، وشروط تحقيق المشروع الحضاري لمالك بن نبي، والعمارة الإسلامية بقسنطينة التاريخ والخصائص، والأسر العلمية في قسنطينة. بينما خصّصت الملتقيات الوطنية لدراسة أوقاف قسنطينة، والمرأة في التراث الإصلاحي، والنّوازل وسجلاّت المحكمة، وخصائص الاجتهاد والإنتاج العلمي القسنطيني، وزوايا قسنطينة ودورها في الهوية الوطنية. وأوضح المتحدث بأنّ القيام بالتّبادل الثقافي بين أمّ الحواضر ”قسنطينة” والحواضر العلمية بالقطر الجزائري، يأتي في إطار قوافل علمية هدفها إبراز إشعاع مدينة قسنطينة كمدينة العلم والعلماء على الحواضر العلمية في المناطق المجاورة كتلمسان ومازونة وقلعة بني راشد ومعسكر وبلاد زواوة والأوراس والهضاب العليا ومنطقة الحدود الشرقية تبسةوالجزائر العاصمة وغيرها. وأضاف أنّ هذه القوافل ستكون على شكل ”توأمة” أو تبادل ثقافي يشمل معرضا مفصّلا فيه ملصقات حول تاريخ المنطقة عبر العصور وأعلامها وصور عن مساجدها وزواياها وأضرحتها ومعالمها الكبرى ومخطوطاتها، إلى جانب معرض حول المطبوعات والكتب الّتي أُلِّفت حول المنطقة، من خلال مطويات حول أعلامها وكتيبات للأطفال حولها، وكذلك ندوات فكرية للتّعريف بالمنطقة وإسهاماتها الفكرية والثقافية وأعلامها ومراكز التّعليم بها. وكشف الدكتور بوزيد عن القائمة الاسمية للكتب التي ستقوم الوزارة بطباعتها خلال تظاهرة قسنطينة، والّتي تتمثّل في إعادة طبع المصحف الشّريف ”ردوسي قدور”، والمصحف المرتّل في أقراص مضغوطة بتلاوة جزائرية مع تفسير ابن باديس، وفهرسة مخطوطات خزائن قسنطينة والشمال القسنطيني، وبعض المخطوطات النادرة لعلماء قسنطينة، وأعمال الشيخ عبد الحميد بن باديس، وموسوعة علماء قسنطينة، وموسوعة المساجد الأثرية بمدينتي الجزائروقسنطينة، وموسوعة حول الزّوايا والطرق الصّوفية، وأعمال الشيخ أحمد حماني، وبحوث ملتقى الفكر الإسلامي، وأعمال العلامة ابن قُنفذ القسنطينية، وفتاوى الشيخ مرزوق، ونشاط الحركة الإصلاحية في الجزائر، ونصوص ابن المهنا، وتراث متصوفة قسنطينة، وتحقيق نوازل قسنطينة للشيخ الفكون وغيرها. وقال مدير الثقافة الإسلامية إنّ الوزارة خصّصت لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 عدّة معارض للمخطوطات والكتاب الدّيني وجمعية العلماء المسلمين ورجالاتها ومساجد قسنطينة ومدارسها، وآخر للخطّ العربي، إضافة لمعرض حول أعلام مدينة قسنطينة من قادة وعلماء ومجاهدين. كما قامت بإنشاء قاعدة بيانات حول علماء قسنطينة الذين تعاقبوا على الفتوى والقضاء بالديار القسنطينية، إضافة إلى علمائها الّذين خطبوا على منبر الجامع الكبير. وأضاف أنّ الوزارة ستُكرّم الباحثين والمؤلّفين حول قسنطينة وأعلامها وتاريخها وحضارتها، دفعًا للباحثين على التّأليف وتشجيعهم على ذلك، إلى جانب إعداد بيبليوغرافيا حول التّأليف والكتابات حول قسنطينة وأعلامها عبر العصور. كما خصّصت الوزارة في جانب السمعي البصري، يضيف المتحدث، إنتاج قرص مضغوط حول المساجد الأثرية في الجزائر، إلى جانب عشرة أفلام وثائقية حول علماء قسنطينة، بينما حدّدت عدّة مسابقات وطنية وهي: مسابقة قسنطينة الكبرى للحديث النّبويّ الشّريف ”موطأ الإمام مالك”، مسابقة قسنطينة للخط العربي، مسابقة مزامير داوود في التّجويد والأذان، مسابقة أحسن مسرحية دينية هادفة للأطفال، ومسابقة حول أحسن قصة دينية قصيرة هادفة للأطفال، إلى جانب مسابقات علمية بعنوان ”المعلوم من الدّين بالضّرورة”.