أعدّت مديرية الشؤون الدينية لولاية قسنطينة، في إطار التحضير لفعاليات عاصمة الثقافة العربية، برنامجا ثريا يشمل، حسبما كشفت عنه مصادر مطلعة بذات المديرية، محورين رئيسيين أولهما مادي والثاني معنوي. تضمن المحور الأول اقتراح ترميم عدد من الأوقاف التاريخية بما يعادل ال 19 مسجدا وزاوية بغلاف مالي تعدّى ال 5 ملايير و165 مليون دج. نذكر على سبيل المثال مسجد حسان باي، سيدي معروف، الكتانية، سيدي عبد الرحمان بشتارزي، زاوية التجانية العليا، زاوية سيد بومعزة، المدرسة القرآنية ورثة عائلة بروال وكذا المركز الثقافي الإسلامي، إلى جانب اقتراح إنجاز عدد من المشاريع على غرار المركز العربي للبحوث والدراسات الإسلامية، هذا الأخير الذي سيكون مركزا للإشعاع العلمي الذي سيغوص في عمق الفكر الباديسي وكل علماء المدينة. وتجري الاستعدادات لتدعيم وإعادة تأهيل المركب الإسلامي الأمير عبد القادر، الذي يضم المسجد والجامعة الإسلامية، فضلا عن إتمام بناء وتوسيع وتجهيز المساجد والمدارس القرآنية التي يقدر عددها ب15 مسجدا، موزعا عبر مختلف أرجاء الولاية. فيما يتعلق المحور الثاني باقتراح 10 نقاط تتضمن نشاطات متنوعة، على اعتبار أن الجانب المعنوي جوهرا لا يمكن الاستغناء عنه، فهو الروح التي تميز شعب عن غيره. و على هذا الأساس تقرر تنظيم نحو 12 ملتقى دوليا و 22 آخر وطنيا يبرز الدور الكبير الذي لعبه علماء قسنطينة في المحافظة على الموروث الثقافي والديني، ناهيك عن تنظيم 8 دورات وندوات علمية، علاوة عن تنظيم عدة معارض تعنى بتعريف الضيوف العرب بالمخطوطات المحلية، الكتب، وكذا تطور اللباس التقليدي القسنطيني عبر مختلف المراحل التاريخية، من دون إغفال التعريف بدور جمعية العلماء المسلمين ورجالاتها ومساجد قسنطينة ومدارسها، وأعلام المدينة من مجاهدين وعلماء وقادة. وسيشمل البرنامج أيضا، حسبما علم من نفس المصدر، التكفل بطبع وإعادة طبع 24 مؤلفا من المؤلفات ذات الطابع الديني والتاريخي التي تناولت أعلام قسنطينة وتاريخها، كمؤلفات عبد الحميد بن باديس، ابن شنب، أحمد حماني، عبد الرحمان الجيلالي، ابن خلدون وغيرهم. وسيحظى عدد من الباحثين و المؤلفين البارزين بتكريم خاص خلال التظاهرة نظرا لمجهوداتهم في تقديم أعمال حول قسنطينة بتاريخها وأعلامها، بالإضافة إلى إعداد قوافل ثقافية خاصة بالتبادل المعرفي بين أم الحواضر والحواضر العلمية الأخرى عبر الجزائر، على غرار تلمسان، معسكر، بلاد زواوة، الجزائر العاصمة، منطقة الأوراس، الهضاب العليا والحدود الشرقية، حيث ستكون على شكل توأمة يتم فيها تبادل المعارض للتعريف بالتاريخ عبر مختلف العصور، والتي تتناول الأعلام والمعالم وصور المساجد والزوايا والأضرحة وكذا المخطوطات والكتب، إضافة إلى الندوات الفكرية والمسابقات العلمية، منها مسابقة دولية تتعلق بتراث قسنطينة وأخرى للقرآن والحديث النبوي الشريف، وكذا مهرجانات مثل مهرجان الإنشاد الدولي، مهرجان الشعر والأدب الديني بقسنيطنة قديما وحديثا، مع التركيز على إنجاز سمفونية البردة العالمية بإخراج جديد.