تتخوف الأوساط الرياضية لاتحاد الحراش، من تعرض ناديهم إلى عقوبات قاسية من لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية، عقب الأحداث الخطيرة التي تخللت مباراة فريقهم ضد مولودية الجزائر، يوم الثلاثاء الفارط، لحساب الجولة الثامنة والعشرين للرابطة الأولى. فقد تم تسجيل من طرف الرسميين المكلفين بتسيير المباراة، وقوع عدة تجاوزات تسبب فيها الأنصار، لا سيما قبل انطلاق المباراة، وأدت إلى قيام جانب من أنصار الفريق المحلي باجتياح أرضية الميدان، وأرادوا من خلال هذا التصرف إظهار موقفهم الرافض لولوج مجموعة من مشجّعي الفريق المنافس إلى جناح من مدرجات الملعب رافقهم رجال الأمن من أجل منع وقوع تصادم بين الطرفين. وقد أعادت أجواء التوتر التي عاشها ملعب أول نوفمبر بالمحمدية، إلى أذهان الرياضيين شبح العنف الذي عاشته مختلف ملاعبنا في التسعينيات، وتفسر هذه التصرفات غير الرياضية التي عرفها ملعب المحمدية وجود تصفية حسابات بين مناصري الحراش والعميد لم تخمدها السنوات الطويلة، التي مرت منذ اللقاء الشهير الذي جمع الفريقين بملعب بولوغين، وقتها ندد الأنصار الحراشيون بالكمين الذي نصب لهم على مستوى مركب الكيتاني بباب الودي، حيث تعرض البعض منهم إلى اعتداءات سافرة. غير أن التصرف المشين لبعض أنصار الحراش، في مباراة يوم الثلاثاء الفارط، لا يمكن أن يتقبله العقل لكون العلاقات بين الناديين عادت إلى مجراها الطبيعي بعد جهود كبيرة ما انفك يبذلها مسيرو الطرفين. وقد أجمع كل من كان حاضرا بملعب أول نوفمبر بالمحمدية، أن مصالح الأمن جنبت وقوع كارثة حقيقية بفضل المجهودات التي بذلتها، واستطاعت من خلالها أن تمنع أنصار الفريقين من الدخول في معارك طاحنة كانت ستؤدي إلى وقوع إصابات خطيرة وربما إلى وفيات. ويتأكد بعد كل الأحداث التي تخللت المباراة بين اتحاد الحراش ومولودية الجزائر، أن ملاعبنا لم تتخلص نهائيا من أعمال العنف والشغب، وأن كل المجهودات التي بذلت من أجل القضاء نهائيا على هذه الآفة قد تعود إلى نقطة الصفر، علما أن عدة أطراف لها علاقة بملف العنف في الملاعب قد طلبت بتفعيل قانون مكافحة هذه الآفة، من بينها رئيس جمعية أولاد الحومة السيد عبد الرحمان برڤي، الذي تساءل على صفحات جريدة المساء، عن السبب الذي جعل السلطات تؤخر تطبيق هذا القانون على كل ما يحدث من تجاوزات في الملاعب و المنشآت التي تحتضن المنافسات الرياضية بمختلف تخصصاتها. ويجب التساؤل في الأخير عن غياب لجنتي أنصار اتحاد الحراش ومولودية الجزائر، أثناء احتدام الصراع بين مشجعي الفريقين، حيث غاب مسؤوليهما كلية، بل تجاوزتهم الأحداث ولم تستطعا فعل أي شيء داخل الملعب وخارجه.