أنهى الحراشيون بكثير من التأسف والندم مشوار الرابطة الإحترافية الأولى بعد أن راودتهم طيلة الموسم رغبة كبيرة لتسجيل نتيجة إيجابية تعكس المجهودات التي بذلوها تحت قيادة مدربهم بوعلام شارف، الذي كان أكثر المتأثرين في نهاية المباراة التي تعادلت فيها تشكيلته ضد مولودية العلمة بملعب أول نوفمبر بالمحمدية. ولا شك في أن الصعوبة التي وجدتها تشكيلة الصفراء لفرض منطقها على خصمها تعود بالدرجة الأولى إلى الظروف التي أحاطت بهذا اللقاء الذي كانت نتيجته مرتبطة مسبقا بمصير الفريق الضيف مولودية العلمة في الرابطة الاحترافية الأولى، حيث كان زملاء بومشرة عرضة لضغوط قوية حالت دون ظهورهم بإمكانياتهم الحقيقية في مباراة أول أمس، ومع ذلك عملوا المستحيل من أجل الفوز، سعيا منهم لتجنيب فريقهم التعرض لاتهامات باطلة. كما أن فقدانهم لأمل الحصول على المركز الثاني في الترتيب قلل من رغبة الحراشيين في خوض هذه المواجهة بقوتهم المعتادة، وهو العامل الذي استغله جيدا لاعبو البابية الذين دخلوا أرضية الميدان بنية إنقاذ فريقهم من السقوط واستفادوا فور انطلاق اللعب من تقدم بسيكولوجي كبير، بعد أن فتحوا باب التسجيل في الدقيقة الأولى. فريق الحراش عدل النتيجة بشق الأنفس، لكنه لم يتمكن من قلب موازين المباراة لصالحه ضد منافس تحصن داخل منطقته إلى غاية نهاية اللعب. غير أنه لا يمكن، في نظر الذين تابعوا مسيرة الفريق في البطولة، التقليل من المجهودات التي بذلها مسيروه ولاعبوه وطاقمه الفني طيلة الموسم، حيث كان بوسع اتحاد الحراش إسعاد أنصاره ويكفيه شرفا أنه وصل للدور النهائي من كأس الجمهورية، التي ضاعت منه بأعجوبة ولم يدخر أي جهد للظفر بالمركز الثاني الذي نافس من أجله إلى غاية الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة. ورغم الخيبة التي أصابتها، فإن الأوساط الرياضية لاتحاد الحراش مرتاحة للمشوار الذي حققه الفريق بالنظر إلى قلة الإمكانيات المادية المتوفرة مقارنة بتلك الموجودة لدى أندية كبيرة وجدت نفسها في نهاية المطاف مهددة بالسقوط. و يبقى اتحاد الحراش مطالبا، أكثر من أي وقت مضى، بضرورة الحفاظ على استقراره في كثير من الجوانب التي صنعت قوته، ويأتي في مقدمتها التمسك بالطاقم الفني وبالنواة الأساسية للفريق والاستمرار في سياسة التكوين التي كان يرتكز عليها النادي دوما.