لم يرق قرار السلطات الكورية الشمالية بتدمير برج لتبريد اليورانيوم في احد مفاعلاتها النووية الى ارضاء الولاياتالمتحدة التي طالبتها بمزيد من الخطوات على طريق التفكيك الطوعي لكل برنامجها النووي. وحثت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مجددا كوريا الشمالية على التخلي عن كل طموحاتها النووية والكشف عن حيثيات برنامجها الذي شكل نقطة جدل وصراع بين البلدين لاكثر من نصف قرن. وقالت رايس التي حلت أمس بسيول عاصمة كوريا الجنوبية في إطار جولتها الأسيوية انه يتعين على بيونغ يونغ ان تتخلى عن كل برنامجها النووي واسلحتها وكل المواد المشعة الاخرى من خلال التوقيع على اتفاقية منع الانتشار النووي وتطبيق بنود الاتفاق المتوصل إليه خلال المحادثات السداسية بالعاصمة الصينية. وكانت كوريا الشمالية والولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية والصين واليابان وروسيا توصلوا الصيف الماضي الى اتفاق نهائي التزمت من خلاله بيونغ ونغ بتفكيك برنامجها النووي مقابل الحصول على امتيازات ومساعدات مالية وتكنولوجية لتطوير الطاقة الذرية لاغراض سلمية. وجاءت تصريحات رئيسة الدبلوماسية الأمريكية بعدما كشفت كوريا الشمالية عن جزء من اسرار برنامجها النووي وتدميرها لبرج للتبريد في احد مفاعلاتها النووية. غير أن الكشف عن مضمون هذا لبرنامج الذي صدر في حوالي 60 صفحة جاء بعد تأخر دام نصف عام ولا يزال محل تحقيق كونه لم يعط توضيحات حول تعداد الأسلحة النووية التي تمتلكها كوريا الشمالية ولا حول طبيعة أنشطة تخصيب اليورانيوم ومدى انتشارها. ولكن رايس اعتبرت ذلك غير كاف وقالت أن هناك وثائق تمت الإشارة إليها في هذا الكشف تتعلق بهاتين القضيتين وهما اليورانيوم العالي التخصيب والانتشار النووي. واضافت "أنه حتى الآن لم نحصل على الأجوبة التي نريدها بخصوص هاتين القضيتين لكنني أتوقع أن يفي الشمال بالوعود التي قطعها بان يأخذ هذه المخاوف على محمل الجد ويعالجها" . وأجرت وزيرة الخارجية الأمريكية أثناء توقفها بمحطة سيول محادثات مع نظيرها يو ميونغ هوا تم خلالها بحث الخطوات التالية في الجهود الدبلوماسية الدولية لإقناع بيونغ يونغ بالتخلي عن ترسانتها النووية. وقالت رايس انها اجرت محادثات مطولة مع يو ميونغ حول جهود التحقق من الإعلان الذي كشفت فيه بيونغ يونغ عن منشآتها النووية وإنتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه لإنتاج قنابل نووية إلا أنها لم تكشف عن أسلحتها. وجاء الكشف الذي قدمته بيونغ يونغ نهاية الاسبوع في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال المحادثات السداسية التي تلعب الولاياتالمتحدة دورا رئيسيا فيها. وبموجب هذا الاتفاق خففت واشنطن بعض العقوبات التجارية وتحركت باتجاه شطب كوريا الشمالية من قائمة الدول المتهمة بدعم الإرهاب مكافأة لها على تقديمها الكشف كما ساعدت على تمويل تدمير برج التبريد حيث قدمت مبلغ 2,5 مليون دولار. ويفترض أن تلتقي الدول الست مرة أخرى في بكين بداية الشهر القادم لبحث آليات التحقق من الكشف الذي قدمته كوريا الشمالية والتفكيك التام لبرنامجها النووي والتحضير للمرحلة النهائية.