لم يعمّر شهر العسل الذي بدأ بين كوريا الشمالية والوكالة الدولية للطاقة الذرية طويلا بعد ان تراجعت بيونغ يونغ عن موقفها القاضي بوقف برنامجها النووي وتفكيك مفاعلاتها فاسحة المجال أمام بوادر قبضة حديدية جديدة بينها وبين الولاياتالمتحدة. وانقضت فترة الود بين الجانبين بعد أن طالبت السلطات الكورية الشمالية رفع أختام الشمع الأحمر عن منشآتها النووية لاستئناف أبحاثها النووية شهرا فقط منذ شروعها في عملية تفكيك مفاعلها النووي الذي أنتج أول قنبلة نووية العام الماضي. وأكد محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعاصمة النمساوية أمس تقدم بيونغ يونغ بطلب رسمي في هذا الشأن الذي سبق للوكالة أن وضعتها ضمن إجراءات المراقبة على منشآتها النووية التي تعهدت بتفكيكها. وقال البرادعي أن السلطات الكورية الشمالية طالبت من مفتشي الوكالة الدولية برفع أختام الشمع الأحمر عن التجهيزات النووية للسماح لها القيام بتجارب في مركز إعادة المعالجة النووية، مؤكدة أن ذلك لن يشمل التجهيزات النووية. وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أكدت صباح أمس إزالة أختام الشمع عن منشآتها النووية حتى قبل قيام مفتشي الوكالة الدولية بذلك. وجاءت هذه الخطوة أياما فقط بعد إعلان بيونغ يونغ عزمها إعادة تشغيل مفاعل يونغ بيون النووي الذي شرعت في تفكيكه قبل أسابيع بمقتضى اتفاق دولي مقابل تقديم مساعدات تكنولوجية ومالية. وجاءت الخطوة الكورية الشمالية ردا مباشرا على قرار الكونغرس الأمريكي الرافض لإلغاء اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الداعمة للإرهاب في العالم. وكانت الإدارة الأمريكية أكدت أنها لن ترفع اسم كوريا الشمالية من هذه القائمة إلا إذا قبلت بيونغ يونغ بفرق تفتيش مستقلة والتأكد من أن عملية تفكيك المنشآت النووية الكورية بلغت فعلا درجة تقدم مقبولة. وقال ناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية أن العمليات الرامية إلى إعادة تشغيل المفاعل المذكور شرع فيها منذ مدة. ورجحت مصادرة متابعة أن تكون السلطات الكورية الشمالية أوقفت عملية تفكيك مفاعل يونغ بيون منذ شهر أوت الماضي قبل أن تؤكد الجمعة الماضي إعادة تشغيل المفاعل لإنتاج مادة البلوتونيوم. وهو ما أكده خبراء دوليون في وكالة الطاقة الذرية خلال اجتماع مجلس المحافظين أمس بالعاصمة النمساوية والذين أكدوا أن بعض التجهيزات التي تم نزعها في إطار تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي تم إعادتها إلى أماكنها الأصلية. يشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد وضعت أختاما وكاميرات مراقبة للتأكد من تجميد العمل بالمجمع النووي وفقا لاتفاقية تم التوصل إليها في إطار المحادثات السداسية التي تضم الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أمس خبر استئناف سلطات بيونغ يونغ لعملية إعادة تشغيل المفاعل النووي الكوري الشمالي يونغ بيون، وقال شين ما كورماك الناطق باسم الخارجية الأمريكية أمس أن بلاده تحث سلطات بيونغ يونغ على عدم الوصول إلى هذه الخطوة في تحذير مبطن باتجاه كرويا الشمالية واحتمالات تعريضها للمزيد من العقوبات الدولية في حال تراجعت فعلا عن موقفها السابق الذي وافقت من خلاله على وقف كل أنشطتها النووية وتدمير مفاعلاتها مقابل حصولها على مساعدات إنسانية وتكنولوجية متطورة في مجال إنتاج الطاقة.