قررت كوريا الشمالية أمس الانسحاب من المحادثات السداسية بشأن ملفها النووي في مؤشر نحو احتدام القبضة مجددا بين بيونغ بيونغ وأعضاء مجلس الأمن الدولي الساعين إلى حملها على تفكيك منشآتها النووية. وجاء القرار الكوري الشمالي ردا على إدانة مجلس الأمن الدولي لإطلاقها لصاروخ مؤخرا دارت الشكوك بخصوص طبيعته النووية فبينما اشتبهت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بأنه صاروخ عابر للقارات بعيد المدى أكدت بيونغ بيونغ أنه يحمل قمرا اصطناعيا إلى مداره. وأدان قرار مجلس الأمن الدولي الصادر مساء أول أمس بإجماع أعضائه ال15 إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ في 5 أفريل الجاري، مع تشديد العقوبات المفروضة عليها منذ سنة 2006. واعتبر بيان مجلس الأمن الدولي الخطوة التي قامت بها بيون يونغ بأنها "تعد انتهاكا لقراره رقم 1718 الصادر في أكتوبر 2006 والذي يحظر على كوريا الشمالية إجراء أي تجربة نووية أو إطلاق صواريخ" وطالبها بالامتناع عن أي عمليات أخرى لإطلاق صواريخ جديدة. ورفضت كوريا الشمالية "رفضا قاطعا" القرار الأممي في بيان أصدرته وزارتها للخارجية التي أكدت أن"المحادثات السداسية لم تعد ذات جدوى ولن نشارك أبدا في مثل هذه المحادثات ولن نعتبر أننا ملتزمين بأي قرار يتخذ في إطارها". وأكثر من ذلك فقد واصلت بيونغ يونغ تحديها لقرار مجلس الأمن الدولي بعد أن أكدت أنها " ستعزز قدراتها الدفاعية النووية الرادعة بكل الوسائل لغرض الدفاع عن النفس وستقوم بخطوات لإعادة العمل بالمنشآت النووية التي تم تفكيكها وتشغيلها بشكل طبيعي مرة أخرى كما سنستأنف إنتاج قضبان الوقود المستخدمة". وتباينت ردود الفعل الدولية من القرار الأممي بين مرحب ورافض لفرض المزيد من العقوبات ضد كوريا الشمالية. وفي مسعى منها لاحتواء الخلاف الذي قد يزيد من توتر الوضع في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة شمال شرق آسيا عارضت الصين فرض أية عقوبات جديدة على كوريا الشمالية وأكدت أنها "لا توافق اتخاذ الأممالمتحدة لأي قرار جديدبفرض عقوبات جديدة عليها". وخلافا للموقف الصيني رحبت بقية الدول الأعضاء في المحادثات السداسية النووية بالقرار الأممي وطالبت كوريا الشمالية إلى عدم الانسحاب من المحادثات السياسية. فقد أشادت كوريا الجنوبية بمضمون قرار مجلس الأمن الدولي واعتبرته بمثابة "قرار مناسب" بينما دعت روسيا كوريا الشمالية إلى أن تقدر "مرة أخرى كافة العواقب السلبية لقرارها الخاص بالانسحاب من عملية المفاوضات السداسية واستئناف برنامجها النووي". وأعربت اليابان عن ارتياحها للقرار الأممي واعتبرته "إنجاز يتماشى مع تأكيد اليابان بضرورة إدانة الإطلاق على أنه انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولى رقم 1718 وأنه يتعين على المجلس إرسال رسالة قوية فى هذا الصدد". وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه الإدارة الأمريكية التي اعتبرت بيان الإدانة رسالة واضحة وموحدة باتجاه كوريا الشمالية وأضاف أنها "ستواصل العمل مع حلفائها وشركائها في المحادثات السداسية لتحقيق نزع يمكن التحقق منه لبرنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وتقليل التوتر في شبه الجزيرة الكورية". وكانت كوريا الشمالية دمرت مفاعلها النووي وسط البلاد الصيف الماضي في خطوة لحسن النية باتجاه تفكيك برنامجها النووي مقابل التحفيزات التي قدمتها الولاياتالمتحدة لكنها قررت استئناف أنشطتها النووية بعد إدانة مجلس الأمن الدولي لصاروخ أطلقته بداية الشهر الجاري. يذكر أن كوريا الشمالية دخلت منذ ست سنوات في محادثات سداسية تضم كل من كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدةواليابان والصين وروسيا بخصوص تفكيك برنامجها النووي مقابل محفزات اقتصادية.