أوشكت التحضيرات التي كانت قد أنطلقت منذ مدة لتحضير الطبعة الثلاثين من مهرجان تيمقاد الدولي التي ستنطلق يوم التاسع من شهر جويلية المقبل على الانتهاء، وقد شرعت السلطات الولائية في التحضير لهذا الموعد الثقافي الفني المهم، في سلسلة من الإجتماعات الرسمية لإنجاح الطبعة. وقد حرص السيد والي باتنة على تنفيذ برنامج التحضير لما يتطلّبه الموعد من تحضيرات مادية وبشرية، وشدّد على ضرورة تفادي أخطاء الماضي، وتمّ خلال طبعة هذه السنة مراعاة استغلال خصوصيات المنطقة سياحيا خصوصا وأنّ الولاية استفادت من مشاريع مهمّة ضمن برامج فخامة رئيس الجمهورية لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين، وضمن المشاريع التي أنجزت في ظرف قياسي حديقة التسلية بجرمة التي تمتد على مساحة 25 هكتارا وفتحت أبوابها مؤخرا لسكان المنطقة وبعض الولايات المجاورة التي اتّخذت منها مكانا للراحة والتسلية وتعرف إقبالا منقطع النظير للعائلات . وقد حرصت السلطات الولائية التي استنفرت عديد القطاعات لمواكبة الحدث الذي أصبح تقليدا في تاريخ المنطقة التي تستقبل ضيوفها كلّ سنة على التنوّع الثقافي والفني، حيث تجنّدت دوائر عين جاسر، المعذر، تازولت وتيمقاد وأوشكت التحضيرات المادية على نهايتها وشملت العمليات تزيين المحيط وتنظيف الطرقات وتنظيم إشارات المرور وتكثيف الإنارة العمومية انطلاقا من مطار باتنة الدولي إلى مدخل مدينة ثاموقادي لؤلؤة الأوراس، التي استعادت صورتها المنشودة للبوح بما يخفيه الزمان من خبايا مدينة عريقة في ربوع الأوراس الكبير، وتحمل من تاريخ المنطقة تعاقباته الرومانية والبيزنطية والإسلامية. وخلال زيارة "المساء" للمعلم الأثري الذي تجري به الأشغال عن كثب لنصب المنصة بمسرح ركح المسرح الروماني على غرار عمليات توصيل الكهرباء والماء، أكّد المشرفون على العملية على تطوير مشهد الركح هذه السنة، مع الأخذ بعين الإعتبار مقاييس المحافظة على المعالم الأثرية وإضفاء جماليات الفن ومراعاة خصوصيات المنطقة لنصب الخيمة التي ألفها الفنانون ممن تعاقبوا على هذه المدينة الأثرية. كما يشهد الركح عمليات لدعم الإنارة العمومية داخل المسرح وتحصينه بدروع واقية فضلا عن التعديلات السينوغرافية للمنصة، وحسب المكلف بالإعلام على مستوى ولاية باتنة فإنّ المشاكل المادية غير مطروحة وسيكون الركح جاهزا قبل انطلاق المهرجان، وتعكف اللجنة الولائية للحفلات على وضع اللمسات الأخيرة لتوفير الأجواء العامة للموعد الذي ينتظره سكان المنطقة كل سنة، كما وعد المكلّف بالإعلام ضمن الجهود القائمة لتثمين دور الإعلام في تغطية المهرجان بتسهيل مهام الإعلاميين خلال مدة المهرجان. وبعيدا عن عن أجواء تهيئة الركح تقوم دائرة المعذر بعمليات مكثفة لتزيين المدينة التي تحوّلت في المدة الأخيرة بفضل برامج التهيئة العمرانية إلى تحفة فنية مزجت بين العمران وحضارة المنطقة، بفضل فناني المنطقة الذين كرّسوا ريشاتهم ومنحوتاتهم لإبراز تقاليد المنطقة، كما شملت برامج التهيئة العمرانية إقامة نافورة ببلدية بومية يقوم بتصميمها فنان من المنطقة في شكل ضريح مدغاسن النوميدي. وقد أبدى رئيس دائرة المعذر السيد نصر الدين كور ارتياحه لبرامج الدولة وحرص والي الولاية على تنفيذها لجعل المنطقة سياحية مؤهّلة لأن تكون قطبا جهويا على المدى القريب، وأكّد على ضرورة استغلال مهرجان تيمقاد الدولي واستثماره سياحيا واقتصاديا في وجود مرافق سياحية تعزّزت بها المنطقة على غرار حديقة التسلية وميدان الفروسية بجرمة، القطب الجامعي الجديد بفسديس، فضلا عن مشروع إعادة ترميم ضريح مدغاسن النوميدي. المهرجان الذي سيدوم إلى غاية الثامن عشر من شهر جويلية يراعى فيه هذه السنة البحث في آليات ترقيته لمصاف المهرجانات الدولية في طبعة بألوان الفنون، ويكون الديوان الوطني للثقافة والإعلام الذي يحضّر لتنويع الطبق الفني الذي سيعرض على جمهور تاموقادي قد ضبط قائمة منشطي الطبعة الثلاثين. وتفيد مصادرنا أنّ البرنامج يتضمّن وجوها كبيرة من المشرق العربي وفنانين من عدّة دول يمثّلون القارات الخمس، فضلا عن النجوم المحلية وفناني الوطن من عدة ولايات ضمن استرتيجية الديوان الجديدة، بعد ترسيم العديد من المهرجانات على غرار مهرجان جميلة ومهرجان الموسيقى الحالية. الممتبّع لتاريخ المهرجان يدرك التطوّر الذي بلغه مقارنة بوقت سابق، إذ يعدّ مهرجان تيمقاد الدولي من التظاهرات الفنية الثقافية التي اكتست أهمية كبيرة، ويشكّل انشغالات الوزارة الوصية لإضفاء الشرعية الفنية عليه والإرتقاء به نحو الإحترافية الفعلية، خصوصا وأنّ تاريخه المدعّم بسحر المدينة الأثرية التي تتوفر لوحدها على أكثر من 48 موقعا أثريا يضمن له البقاء في سباق الترويج للمنتوج الفني والثقافي من خلال دور المهرجان ككل في وظائفه الجمالية والفنية. ولئن يتزامن هذا الحدث الفني مع الإحتفالات بعيدي الإستقلال والشباب، فإنّ البرامج الثقافية ستكون مكثّفة وقد سطّرت مديريتا الثقافة والشبيبة والرياضة عدة أنشطة ثقافية بالمناسبة موازاة مع ذلك فضلا عن الأسبوع الثقافي لولاية النعامة الذي سينطلق يوم 11 جويلية المقبل ويتزامن مع سهرات ليالي تيمقاد.