يشرع بابا الفاتيكان فرانسيس الأول بدءا من اليوم، في زيارة للأراضي المقدسة تدوم يومين، وتشمل كلا من الأردنوفلسطينالمحتلة. وتشكل هذه الزيارة الأولى من نوعها للبابا منذ تعيينه العام الماضي، "وجع دماغ" حقيقي بالنسبة للقوات الأمنية سواء الأردنية أو الفلسطينية وحتى الإسرائيلية، المطالَبة بضرورة تأمينها، خاصة أن البابا رفض التنقل بسيارة مدرّعة، وفضّل أن تتم تنقلاته في سيارة عادية. وهو ما اعتبره محللون أن البابا لا يريد توجيه رسالة خاطئة بتنقّله بسيارة مدرّعة؛ بما يعني أنه "خائف"، وهو الذي جاء من أجل تقديم الموعظة وطلب السلام بين مختلف الأطراف.ويرافق بابا الفاتيكان رجلي دين، أحدهما مسلم وآخر يهودي؛ في رسالة واضحة لدعم تعايش الأديان في منطقة عُرفت على مدى الزمن، بصراعها المتواصل بين المسلمين واليهود.وتجري الترتيبات على قدم وساق لإنجاح هذه الزيارة التي جُنّدت لها تعزيزات أمنية مكثفة؛ حيث خصّصت المملكة الأردنية 500 جندي لتأمينها، في وقت خصصت القيادة الفلسطينية 3000 شرطي مقابل تجنيد حكومة الاحتلال ل 8500 رجل أمن.ويرى الفلسطينيون والمسيحيون أن زيارة الفاتيكان مهمة جدا؛ كونها لا تحمل صبغة دينية فحسب بل أيضا سياسية، من منطلق أن البابا الذي سيزور غدا مدينة بيت لحم قادما من الأردن، لن يلتقي بالإسرائيليين في القدس الشرقية، في موقفٍ اعتبر الفلسطينيون أنه اعتراف من الفاتيكان بحقهم الشرعي في إقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. ويرى محللون أن الزيارة تحمل كل معاني التضامن والأمل بمستقبل أفضل في ظل تعثر مفاوضات السلام؛ حيث ستعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة، كما ستسلّط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وعلى حق الفلسطينيين في الحصول على الحرية والعيش بسلام.وستشمل زيارة البابا إلى فلسطينالمحتلة المسجد الأقصى المبارك، كما سيلتقي بمفتي فلسطين ورجال دين فلسطينيين. وإذا كان الفلسطينيون استبشروا خيرا بزيارة البابا فإن الأمر يختلف عند حكومة الاحتلال، التي تربطها علاقة متوترة بالفاتيكان على خلفية الخلاف القائم بينهما حول من تؤول له السيادة على جبل صهيون بمدينة القدسالمحتلة، الذي شهد نزول المائدة على سيّدنا عيسى عليه السلام، ويضم قبر سيّدنا داوود عليه السلام. غير أن إسرائيل سمحت لوفد يضم عشرات الأساقفة ورجال الدين الكاثوليك من دول عربية، بالمشاركة في المراسم التي سيقيمها قداسة البابا فرنسيس الأول أثناء زيارته للمنطقة. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن بعض الدول العربية التي سيصل رجال الدين منها، لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، موضحة أن الزيارة ليست سياسية وإنما دينية.